الصداع المصاحب لضغط الدم المنخفض أو المرتفع... الأسباب والعلاج والوقاية

سبوتنيك - الأمة برس
2023-12-06

تعبيرية (unsplash)

الصداع مع انخفاض ضغط الدم ليس أقل خطورة من أعراض ارتفاع ضغط الدم، حيث يمكن أن يحدث هذا المرض بشكل حاد أو مزمن، مصحوبا بالخمول والدوخة وأعراض أخرى.

يصاب الجميع تقريبا بالصداع من حين لآخر. ومع ذلك، بالنسبة للبعض، يعتبر الصداع عرضا غير مريح وفي بعض الأحيان منهكا في حياتهم.

وإذا كنت تعاني من الصداع بشكل منتظم، فمن المهم العمل مع الطبيب للكشف عن السبب ومعرفة كيفية علاجه. وهذا ليس بالأمر السهل دائما، لأن الصداع يمكن أن يكون ناجما عن أشياء كثيرة، بدءًا من تناول الآيس كريم بسرعة كبيرة، إلى العديد من الحالات الخطيرة الأخرى.

في هذا التقرير، نلقي الضوء على علاقة ضغط الدم، بالشعور بالصداع، وأسبابه وعلاجه وطرق الوقاية منه.

الصداع المصاحب لانخفاض ضغط الدم

عند معظم المرضى، يتطور انخفاض ضغط الدم مع انخفاض في قوة الأوعية الدموية، التي تتوسع جدرانها وتنقبض بسبب الطبقة العضلية، استجابةً لزيادة أو نقصان السوائل في مجرى الدم. لكن مع بعض الأمراض تصبح العضلات ضعيفة وغير قادرة على التكيف مع التغيرات.

وعادة ما يكون انخفاض الدورة الدموية مصحوبًا بتضييق في تجويف الأوعية الدموية، لكي يتدفق الدم بقوة كافية إلى الأعضاء والأنسجة. مع انخفاض ضغط الدم، تؤدي قلة الدم وتباطؤ حركته إلى عدم كفاية إمدادات الدم إلى الرأس والأطراف، ثم إلى الأعضاء الأخرى.

أسباب انخفاض ضغط الدم

قصور القلب المزمن

العصبية والإجهاد والأرق وقلة الراحة بعد العمل الشاق.

إصابات الدماغ المؤلمة انخفاض حاد في إجمالي كمية الدم في الأوعية (الحروق والإصابات وفقدان الدم)

انخفاض ضغط الدم الفسيولوجي أثناء تكيف الجسم مع المرتفعات في الجبال، وكذلك عند الرياضيين ذوي عضلة القلب المدربة جيدًا ودورة دموية كبيرة.

مع انخفاض ضغط الدم، يكون الصداع نتيجة لعدم كفاية إمدادات الدم إلى خلايا وأنسجة الدماغ. كما أن ضعف جدران الأوعية الدموية وعوامل أخرى تؤدي إلى نقص التروية الدائم أو المؤقت.

وهذا اضطراب خطير تفتقر فيه الأنسجة العصبية إلى الأكسجين والمواد المغذية، والنتيجة هي الصداع والأعراض المميزة الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نقص تروية الدماغ لفترة طويلة هو العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى السكتة الدماغية.

أعراض انخفاض ضغط الدم

انخفاض ضغط الدم الحاد أو المزمن هو مرض خطير تتعرض فيه الأعضاء والأنسجة لنقص التروية. ترتبط الأعراض بهذه العمليات وبالتالي تشكل خطراً على الجسم. ويمكن أن يكون سببها الإجهاد، وغالبا ما تظهر أيضا في غرف خانقة ومع نقص الأكسجين.

وقد تشمل الأعراض المظاهر التالية:

الضعف العام والخمول والتعب

الغثيان والدوار

صداع

شحوب الجلد والأغشية المخاطية

إذا انخفض ضغط الدم بشكل حاد وشعرت بصداع، فقد تصاب بالإغماء. يحدث هذا غالبًا في المناطق سيئة التهوية وفي درجات حرارة الهواء المرتفعة. حيث تظهر هذه الأعراض ويعاني المريض من طنين الأذن وتدهور السمع والبصر. لكن من المهم تقديم الإسعافات الأولية في الوقت المناسب في حالة حدوث نوبة حادة من انخفاض ضغط الدم.

الصداع مع انخفاض ضغط الدم

يمكن أن يختلف الصداع الناتج عن انخفاض ضغط الدم في طبيعته وشدته. ويمكن أن يزيد بسرعة إذا انخفضت قراءات الضغط بشكل حاد، أو مرافقة المريض باستمرار.

السمات التالية مميزة للألم الناتج عن انخفاض ضغط الدم:

عدم تحديد مكان الصداع بشكل دقيق، حيث تشعر به في كامل سطح الرأس.

أعراض إضافية مثل الغثيان والدوخة.

صداع بشكل مزمن، مع فترات متناوبة من الراحة والحدة.

إذا كان ضغط الدم منخفضا ورأس المريض يؤلمه باستمرار، فهذا مؤشر على ضرورة اللجوء إلى العلاج الطبي.

وفي حالة استخدام الأدوية لفترة طويلة، قد يتطور الأمر إلى الصداع النصفي. وهذا صداع حاد لا يختفي حتى بعد تظبيط ضغط الدم.

تشخيص الصداع الناتج عن انخفاض ضغط الدم

من المهم تحديد السبب الدقيق لانخفاض ضغط الدم وحدوث الصداع.

ويمكن للمريض متابعة قياس ضغط الدم، بما في ذلك في المنزل، عن طريق استخدام الأجهزة الطبية المخصصة لذلك.

ويوصي الأطباء في حالة انخفاض الضغط إلى 90/60 وأقل، بإجراء فحص كامل خاصة إذا حدث بشكل متكرر وكان مصحوبًا بالصداع.

طرق العلاج

إذا كان المريض يعاني من انخفاض ضغط الدم والصداع والضعف والدوخة، فمن الضروري استعادة تدفق الدم الطبيعي عبر الأوعية في أسرع وقت ممكن. ثم من المهم استشارة الطبيب لاختيار الأدوية لدورة العلاج.

يتم وصف النظام بشكل فردي، اعتمادًا على الصحة العامة وقراءات ضغط الدم والتشخيص الدقيق والأمراض المصاحبة.

إسعافات أولية

إذا انخفض ضغط الدم، أو حدث شعور بألم في الراس، أو تدهورت الحالة الصحية فجأة، فهذا يشير إلى عدم وصول الأكسجين إلى خلايا الدماغ بشكل كافٍ. من المهم استعادة ضغط الدم قبل زيارة الطبيب.

للقيام بذلك، يوصي الأطباء باستخدام عدة طرق:

تناول الكافيين - هذه المادة لها تأثير مضيق للأوعية وتوجد في القهوة والشاي الثقيل.

توفير الوصول إلى الأكسجين، وتهوية الغرفة أو الخروج إلى الهواء الطلق.

اتخذ وضعية الجلوس وخفض الرأس لأسفل – فذلك يعمل على تسهيل تدفق الدم إلى الدماغ.

قم بفك أزرار الياقة، وفك الأزرار الموجودة على الأكمام.

بعد هذه الخطوات، سيعود الضغط إلى طبيعته، لكن قد يتكرر الوضع. لذلك من المهم أيضًا ملاحظة ظهوره في الوقت المناسب، وإبلاغ الأشخاص القريبين على الفور بالمشكلة وطلب المساعدة.

الصداع المصاحب لضغط الدم المرتفع

غالبًا ما تحاكي أعراض الصداع الناتج عن ارتفاع الضغط أعراض ورم الدماغ، ولهذا السبب كان يطلق على هذا النوع من الصداع اسم "الورم الدماغي الكاذب" أو "ورم المخ الكاذب".

وتشمل تلك الأعراض ما يلي:

ألم يشبه الصداع النصفي أو ألم خفقان غالبًا ما يكون أسوأ في الصباح

آلام الرقبة والكتف

الصداع يزداد سوءًا مع السعال أو العطس أو المجهود

صداع شديد الذي يستمر لفترة طويلة

تغيرات في الرؤية (زغللة) أو طنين في الأذنين

الأسباب

يحدث الصداع الناتج عن ضغط الدم المرتفع بسبب ارتفاع الضغط في الجمجمة نتيجة وجود كمية كبيرة جدًا من السائل الدماغي الشوكي.

والسمنة هي السبب الرئيسي، على الرغم من أن بعض الأدوية والمنشطات، وهرمون النمو، وحتى الكثير من فيتامين أ - يمكن أن تسبب ذلك.

التشخيص

بعد مراجعة التاريخ الطبي للمريض، من المحتمل أن يطلب الطبيب إجراء فحوصات بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية للمساعدة في تحديد الأمور.

قد يكون لدى المريض أيضا عدة أنواع مختلفة من اختبارات الرؤية أيضا، حيث أن ضغط الدم المرتفع يقوم دائمًا بالضغط على العصب البصري. وهذا يؤدي إلى تورم يسمى "وذمة حليمة العصب البصري".

يمكن أن يؤثر هذا التورم بشكل كبير على الرؤية، ويمكن أن يؤدي إلى العمى إذا لم يتم اكتشافه في الوقت المناسب.

وقد يلجأ الطبيب لاختبار ضغط السائل الدماغي الشوكي عن طريق إدخال إبرة بين فقرتين في أسفل الظهر، ويتم استخدام أنبوب خاص يسمى مقياس الضغط لقياس الضغط.

العلاج

أفضل طريقة لتخفيف أعراض الصداع الناتج عن ضغط الدم المرتفع هي إنقاص الوزن. وهذا يقلل الضغط على الدماغ والعصب البصري.

قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإنقاص الوزن إذا كنت تعاني من السمنة المفرطة.

تشير الدراسات إلى أنه حتى فقدان الوزن بنسبة 5% إلى 10% - من خلال الأكل الصحي وممارسة الرياضة وتقليل تناول الملح - يمكن أن يخفف الأعراض.

أثناء العلاج، يجب أيضًا إجراء اختبارات الرؤية المنتظمة والكاملة لمراقبة الضغط على العصب البصري.

وفي بعض الحالات، يتم استخدام دواء يسمى أسيتازولاميد لتقليل إنتاج الجسم من السائل الدماغي الشوكي. وفي الحالات الشديدة، قد تحتاج لعملية جراحية لتخفيف الضغط على الدماغ.

كيفية قياس ضغط الدم

ضغط الدم الطبيعي ووفقا لما هو متفق عليه طبيا يكون 12080 ولكن هذا الرقم ليس ثابتا عند كل الأشخاص فيمكن مثلأً أن يكون الضغط الطبيعي عند أحدهم 10070 ولا يشعر بأي أعراض لانخفاض الضغط وكذلك يمكن أن يكون المعدل الطبيعي لآخر 14090 ولا يشعر بأي أعراض لارتفاع الضغط.

ولكن إذا تجاوزنا هذه الاستثناءات فإن الضغط يعد مرتفعًا إذا زاد عن 13089 ويمكن أن نعتبره منخفضًا إذا وصل لـ 9060.

الطريقة الصحيحة لقياس ضغط الدم

1.يُنصح الجلوس على كرسي ووضع القدمين على الأرض.

2.يتم خلع الملابس عن الذراع، ويوضع على أي سطح مرتفع قليلًا بحيث يكون على نفس مستوى القلب.

3.نضع كفة قياس ضغط الدم حول الذراع من الأعلى، مع وضع الحافة السفلية فوق المرفق مباشرة.

4.يتم نفخ كفة قياس ضغط الدم باستخدام مضخة يدوية أو عن طريق الضغط على زر في الجهاز الآلي.

5.تنتفخ الكفة وتضغط على الذراع لبضع ثوانٍ.

6.ثم نفتح الصمام لإخراج الهواء ببطء من الكفة وبالتالي ينخفض ضغط الدم، ومع انخفاض الضغط يُقاس الضغط الانقباضي عند سماع النبض لأول مرة.

7.مع استمرار خروج الهواء عندما يتوقف صوت نبض الدم تمامًا يتم قياس الضغط الانبساطي هذا فيما يتعلق بالجهاز اليدوي.

8.فيما يتعلق بالجهاز الآلي، تنتفخ كفة ضغط الدم تلقائيا، ثم تفرغ من الهواء وتُظهر قياس الضغط.

لاتختلف الخطوات سواء تم إجراؤه عند الطبيب أو في المنزل، ويستغرق الفحص حوالي دقيقة واحدة.

في حالة إذا لم يتم الحصول على قراءة دقيقة فيجب الانتظار لمدة دقيقة أخرى ثم إعادة المحاولة.

الصداع المصاحب لانخفاض ضغط الدم عند النساء الحوامل

يعد انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل أحد الشكاوى الأكثر شيوعا عند النساء الحوامل، والذي يصاحبه عادة الصداع والغثيان والدوخة والتعب والنعاس.

مثل هذا السلوك للجسم طبيعي – لأن عند حمل الطفل، تظهر دائرة أخرى من الدورة الدموية في الدورة الدموية الأساسية للأم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخلفية الهرمونية بعد الحمل تخضع لتغيرات كبيرة، وبالتالي تتغير شدة الضغط.

وعلى الرغم من أن انخفاض ضغط الدم وانخفاض النبض أثناء الحمل أمر شائع جدًا، إلا أنه لا تشعر به جميع النساء. قد يكون

التغير في ضغط الدم ضئيلاً لدرجة أنه لا يزعج الأم الحامل. يفسر الأطباء هذه الحالة على أنها انخفاض ضغط الدم الفسيولوجي وهو عرض طبيعي مصاحب للحمل.

ومن خلال الحفاظ على جدول طبيعي للنوم والراحة، والتغذية الصحية والبعد عن التوتر والعصبية، يمكن للأم المستقبلية التعامل مع انخفاض ضغط الدم الطفيف بشكل مستقل.

ومع ذلك، من المهم مراقبة ضغط الدم باستمرار، ويكون كل موعد مع طبيب أمراض النساء مصحوبًا بقياس ضغط الدم.

أما إذا انخفض الضغط إلى ما دون القيمة الحرجة، فسوف يتخذ الطبيب التدابير المناسبة، لأن هذا يمكن أن يشكل خطرا ليس فقط على صحة الأم، ولكن أيضا على الطفل الذي لم يولد بعد.

طرق الوقاية

يمكن أن يكون انخفاض ضغط الدم خلقيا أو مكتسبا. وغالبا ما يحدث انخفاض ضغط الدم عند الإنسان بسبب الإجهاد وسوء التغذية ونقص الفيتامينات.

ومن أجل الحفاظ على صحة القلب والوقاية من أخطر الأمراض، يكفي اتباع بعض النصائح البسيطة التي يقدمها الأطباء:

قضاء وقت أقل في غرف خانقة – لأن هذا يؤدي إلى نقص الأكسجين في الخلايا والأنسجة.

الراحة المناسبة - النوم اليومي لمدة 7-8 ساعات على الأقل مهم لاستعادة حيوية الجسم بعد يوم عمل.

ممارسة الرياضة بانتظام على مستوى الهواة - تحتاج الطبقة العضلية لجدران الأوعية الدموية وعضلة القلب أيضا إلى تدريب مستمر.

تناول طعاما ذو قيمة غذائية جيدة واحصل على ما يكفي من الفيتامينات.

كل صباح، قم بممارسة القليل من التمارين الرياضية لتحسين الدورة الدموية - فهذا سيساعد على إعداد نظام القلب والأوعية الدموية لبداية اليوم وتجنب التوتر المفاجئ.في كثير من الأحيان يكون الصداع المصاحب لانخفاض ضغط الدم من الأعراض الخطيرة.

ويوصي الأطباء بعدم العلاج الذاتي، لأن انخفاض ضغط الدم غالبًا ما يكون مزمنًا ويمكن أن يتطور.

من المهم الخضوع للفحص في الوقت المناسب واختيار الأدوية التي من شأنها تقوية الأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية وتخفيف الصداع ومنع العواقب الخطيرة للمرض.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي