كيف تحول زواجك التقليدي إلى حب حقيقي؟

الأمة برس
2024-01-06

تعبيرية (unsplash)

لا تدعهم يخدعونك بأن الزواج عن حب وفي وجود علاقة عاطفية يخلق حياة سعيدة، وأن الزواج التقليدي مقبرة الحياة المستقبلية والزوجية، حيث إن أغلب الدراسات تعكس هذا القول، وتؤكد أن الحب بعد الزواج يتلاشى بمرور الوقت والمواقف ولا يدوم طويلاً، وبعد مرور 18 شهرًا بالتمام قد ينتهي، عكس الزواج التقليدي الذي يميل إلى النمو واكتشاف الطرف الآخر، والعمل على تطوير العلاقة وتحسينها، حسبما جاء في دراسة نُشرت منذ أعوام لمجموعة من الباحثين في جامعة هارفارد وفقاً لموقع الرجل.

هذا ما أكده تقرير نُشر على موقع "سايكولوجي تودي" المعني بالعلاقات العاطفية والصحية، والذي أكد فيه أن الزواج المبني على الحب والغرام لا ينظر إلى أساس الشراكة الصحيحة بين الزوجين، والتي منها التقارب الفكري والاجتماعي، وأنه يعتمد فقط على المشاعر والعاطفة، ما يجعل الزواج ينتهى سريعًا بمجرد اختفاء أسباب الحب، أو بمجرد إنجاب المولود الأول، وهناك حالات كثيرة من حولنا أعلنوا انفصالهم بمجرد ظهور طرف ثالث في العلاقة وهو الطفل الأول.

لماذا يدوم الزواج التقليدي أكثر؟

ويفسر موقع "سايكولوجي تودي" في التقرير الأسباب التي تؤدي إلى إثبات أن الزواج التقليدي يدوم أكثر من المبني على الحب، إذ يقول إن الزواج المبني على الحب تتواجد فيه نسبة كبيرة من التوقعات في الطرف الآخر، وكل طرف يبني على هذه التوقعات خطته المستقبلية وحياته بشكل عام، فالرجل يتوقع من زوجته أن تكون مثل بطلات الأفلام التي يشاهدها، والمرأة تتوقع أن يحقق لها الرجل كل ما تتمناه وحُرمت منه، وفي أول سنة زواج ومع إنجاب أول طفل تنهار التوقعات لاختلاف شكل الحياة، أو تطفو حولهم الحياة المملة، ويصبحون يعلمون كل شيء عن بعضهم، ومن ثم يصابون بالصمت الزوجي وهو أول الأسباب المؤدية إلى الانفصال.

وأوضح أن الزواج التقليدي عكس الحب، ففي بدايته يحاول كل طرف إظهار طبيعته وصفاته ومميزاته وعيوبه للطرف الآخر، وبعدها تأتي مرحلة فهم الشخصية والطباع والحقوق والواجبات والأدوار والتأكيد على أنها شركة على كل طرف السعي لإنجاح مسيرتها، ومن ثم تأتي مرحلة أن كل طرف يحاول إسعاد الآخر حتى يُسعد نفسه، دون وجود توقعات في البداية، ودون شعور الصدمة الذي يصيب أغلب من تزوجوا على حب.  

نفس الرأي يتطابق مع بحث قام به موقع "ماتش. كوم" ونُشر في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يكشف أن 31 % من الرجال مستعدون للزواج من امرأة فيها كل المواصفات المطلوبة دون وجود علاقة حب سابقة، وأن ثلث الرجال لا يهتمون بالحب في الزواج، ويفضلون وجود تفاهم ومودة وتراحم.

لذا، لا تنظر إلى الوراء وتجلس حزينًا لأنك لم تتزوج عن حب، أو من الشخص الذي أحببته، وتسمع لهذا وذاك، انطلق إلى الأمام نحو تحسين حياتك الزوجية، وحاول العيش سعيدًا مطمئنًا مستقرًا.

هل تسأل كيف؟ الأمر بسيط كل ما عليك فعله في البداية هو أن تقرر الاستكمال والاستمرار، وهناك خطوات كثيرة وأفكار ستجعل المهمة سهلة لديك، طرحها عدد من خبراء العلاقات على موقع "marriage dynamics" منها على سبيل الذكر:

أن تكون صادق دائمًا

في بعض الأوقات عندما نكون متعبين للغاية، ونشعر أنه ليس في استطاعتنا القيام بأي مهام أو لا نشعر بالتحسن، فإننا نميل إلى القول بأننا بخير وكل شيء جيد، وأوقات نشعر بالحرج حال الإفصاح عما نشعر به من تعب أو إرهاق أو ألم نفسي، وهذا يجعلنا مع تكرار الموقف نشعر أن الطرف الآخر لا يقدر تعبنا ولا يهتم بحالتنا، ونلوم أنفسنا على قرار الزواج بشكل تقليدي ونقول: "لو كان مبنيًّا على حب.. مؤكد أن الشريك كان يشعر بما نعانيه"، لكن في الحقيقة نحن لم نعلن له في الأساس ولم نفصح، ومن ثم ليس هو السبب في مشكلتنا.

التقدير مهم.. ومهمة صعبة

التقدير والطمأنينة يمكن أن يفعلوا الكثير لعلاقاتنا، ولكن البعض يرى أن الإعلان عن الحب والتقدير أمام الآخر قد يجعله يتهاون في العلاقة بعد ذلك، وأن الحديث بصوت عالٍ أمام الجميع عن حب الشريك وتقديره أمر مبتذل بعض الشيء، ولكن هل هو كذلك؟ كلنا نتمنى من الآخر التقدير في الخفاء والعلانية، وفي الزواج التقليدي الأمر له مذاق آخر، فتجلب كلمات وأفعال التقدير مشاعر رائعة إلى قلوبنا.. نشعر أن اختيارنا صحيح وحياتنا سوف تتحسن وتكون أفضل دائمًا، يُبني لدينا شعور بالثقة في النفس وفي شريك الحياة.

العمل معًا لتحقيق هدف مشترك

من الجميل دائمًا أن نرى الأزواج يعملون كفريق واحد لتحقيق أحلامهم أفضل من رؤية زوجين يتقاتلان من أجل ما يريدانه بشكل فردي، لذا.. تذكر دائمًا أنكم عائلة واحدة وفريق واحد، ضعوا هدفًا أمامكم واعملوا عليه معًا، ولكن على كل طرف أن يفهم كيف يمكنه  تقديم المساعدة والمهام المناسبة له لتحقيق هذا الهدف.

في الأوقات السعيدة تذكر أهمية الزواج

عند المشاحنات وفي أوقات الخلافات تتلاشى دائمًا أهمية الزواج من أمام أعيننا، ونتذكر أنه لو كنا أحرارا بدون قيود زوجية ربما كانت الحياة ستكون أسهل كثيرًا، لكن ماذا عن الأوقات السعيدة؟ والضحكات التي تخرج من القلب والأوقات اللطيفة معًا؟ جميعها تذكرك بأهمية الزواج وتجعلك تحاول دائمًا من أجله، وهذه الذكريات هي التي تعطي معنى للحياة سواء بدأت بحب أو بزواج تقليدي.. فعند تذكرها نتذكر لحظتها ومذاقها وليس كيفية صنعها.

اختيار المعارك

لا تضيعوا الوقت في التصيد، فإذا كنت تعتقد أن الموضوع مهم حقًا فعليكم بالمناقشة أولاً بطريقة محترمة وهادفة، ومع الوقت سيكون هناك لغة حوار بينكما، وضع في اعتبارك أنك لا تحتاج دائمًا إلى تقديم حلول للمشاكل، فالإنصات قد يكون حل، والاقتناع بأن الزواج المبني على الحب به مشاكل أيضًا، وأن الحياة كلها خلافات، ولكن تمر مرور الكرام بمجرد احتوائها.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي