هل تهزم جنوب أفريقيا إسرائيل في محكمة العدل الدولية؟

الأمة برس
2024-01-13

وزير العدل لجنوب إفريقيا رونالد لامولا (يسار) وسفير جنوب إفريقيا إلى هولندا فوسيموزي مادونسيلا في محكمة العدل الدولية قبل بدء محاكمة اثر دعوى رفعتها بريتوريا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "أعمال إبادة" في غزة، في لاهاي في 11 كانون الثاني/يناير 2024 (ا ف ب)

"قدمت جنوب أفريقيا قضيتها للتو في لاهاي.. ماذا بعد؟"، يحمل الصحفي الأمريكي البارز ريان جريم هذا التساؤل ويحاول أن يستشف ما يمكن أن تذهب إليه محكمة العدل الدولية التي استمعت، الخميس، إلى مرافعات مثبوتة بالأدلة من جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، والجمعة، إلى دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي تحليل نشره موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي، يقول ريان جنوب أفريقيا قدمت للمحكمة حزمة من الأدلة، تضمنت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "التوراتية" الغريبة حول الحرب مع "العماليق" وقتلهم، والأهازيج التي رددها جنود إسرائيليون مكررين كلام نتنياهو حول وجوب "إبادة نسل العماليق"، يقصدون الفلسطينيين.

أيضا كان هناك دلائل حول طلب إسرائيل من سكان غزة النزوح إلى أماكن وصفتها بـ"الآمنة"، لكنها ألقت نحو 2000 قنبلة فتاكة على تلك المناطق لاحقا، بعد اكتظاظها بالنازحين.

ويبدو هدف جنوب أفريقيا واضحا، يقول الكاتب، حيث تريد الحصول على حكم في وقت لاحق من هذا الشهر - ربما في وقت مبكر من الأسبوع المقبل - يأمر إسرائيل بوقف هجومها على غزة.

ويضيف جريم: من شأن الحكم الأولي بوقف الهجوم، إذا صدر، أن يثير مسألة كيفية تنفيذه ومن سيكون على استعداد للوقوف في وجه الولايات المتحدة لتنفيذه، كما أنه سيعطي شرعية عالمية جديدة للحصار اليمني على الشحن في البحر الأحمر المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية أو القادمة منها.

تركيبة القضاة

ويقول الكاتب إن جنوب أفريقيا تحتاج إلى الفوز بموافقة ثمانية من قضاة محكمة العدل الدولية الخمسة عشر الذين ينظرون في هذه القضية، ومن الصعب أن نتصور أن العديد منهم يؤيدون تهمة الإبادة الجماعية.

القضاة هم من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وأستراليا والبرازيل وألمانيا والهند وجامايكا واليابان ولبنان والمغرب وسلوفاكيا والصومال وأوغندا.

ويرى ريان أنه لن يكون من السهل كسب تأييد القاضي الأمريكي، ولكن لن يكون من السهل أيضًا استمالة القاضي الروسي، حيث تواجه بلادهم اتهامات بغزوها لأوكرانيا، وقد تتعامل الصين بغموض مع الأمر، نظرًا للاتهامات بتعاملها الوحشي مع الأويجور في غربي البلاد.

ومع ذلك، فإن الصين مستعدة أيضًا للاستفادة من الناحية الجيوستراتيجية إذا تمكنت الأزمة من المساعدة في إزاحة القوة الأمريكية في الشرق الأوسط، يقول الكاتب.

طريق معقول للنصر

ويرى الكاتب أن التركيبة تمنح جنوب أفريقيا على الأقل طريقاً معقولاً نحو النصر؛ ولا يخضع القضاة بالضرورة لتعليمات من بلدانهم الأصلية، رغم أنهم يدركون بطبيعة الحال الضغوط السياسية في العمل.

مقاضاة بايدن

وفي الوقت نفسه، يشير الكاتب إلى الدعوى المرفوعة ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن في المحكمة الفيدرالية لفشله في وقف الإبادة الجماعية، وهي قضية انضمت إليها الآن 77 منظمة من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.

نتنياهو يشعر بالمأزق

ومن الواضح أن نتنياهو يشعر بثقل التهم، كما يقول ريان، حيث نشر مقطع فيديو باللغة الإنجليزية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهر الأربعاء الماضي كان مختلفًا بشكل ملحوظ عن خطابه العدواني حتى الآن.

وقال نتنياهو: "أريد أن أوضح بعض النقاط بشكل تام: إسرائيل ليس لديها أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين".

وأضاف: "إسرائيل تقاتل إرهابيي حماس، وليس السكان الفلسطينيين، ونحن نفعل ذلك مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي".

لكن بقية أعضاء حكومته يواصلون التأكيد على أن النزوح الجماعي هو هدفهم، مثل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي طالب بدفع سكان غزة إلى الهجرة الطوعية أو حملهم على طلب الهجرة الطوعية لكن بشكل قسري عبر تصعيد الحرب في غزة.

ويقول الكاتب إن استمرار الوزراء الإسرائيليين في التحدث علانية بهذه الطريقة -الحديث عن الحرب باعتبارها حربًا ضد شعب بأكمله- بينما تجري جلسات الاستماع في لاهاي لا يؤدي إلا إلى تعزيز قضية جنوب أفريقيا.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي