في حوار مع عكاظ السعودية

الرئيس اليمني : لن نسمح بالفوضى والانقلاب على الشرعية وهناك مخططات تستهدف اليمن

خدمة شبكة الأمة برس الإخبارية
2011-05-14

جدة - قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إن ما يحدث في اليمن يأتي ضمن الموجة التي شهدتها المنطقة في إطار ما يسمى بـ"الفوضى الخلاقة، أو الشرق الأوسط الجديد".

وأوضح صالح في حوار صحفي اجرته معه صحيفة (عكاظ) السعودية نشرته في عددها الصادر السبت 14-5-2011، ان مايجري في اليمن حاليا محاكاة لما جرى في تونس ومصر، من قبل أحزاب اللقاء المشترك التي ظلت تطمح للوصول إلى السلطة عبر الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية، وبعيدا عن إرادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع.

واضاف الرئيس صالح طبقا لما نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، " وهذه الأحزاب رغم ما بينها من التنافر وعدم التجانس الفكري والمنهجية السياسية، إلا أنها اجتمعت في ما بينها على خصومة النظام، والمطالبة بإسقاطه لأنها عاجزة عن تقديم شيء مفيد يقنع الناس بها، وهذا ما ظهر في أكثر من جولة انتخابية لم تحصد فيها تلك الأحزاب من أصوات الناخبين غير القليل".

وتابع الرئيس قائلاً "من جانبنا، تعاملنا مع هذه الأزمة المفتعلة وتداعياتها التي مر عليها أكثر من ثلاثة أشهر ونصف الشهر تقريبا بحكمة وصبر، وبذلنا وما زلنا نبذل كل جهد من أجل تجنيب الوطن الانزلاق إلى أتون الفتنة وإراقة الدم، وقدمنا الكثير من المبادرات والدعوات من أجل الجلوس على طاوله الحوار، ولكن للأسف تلك الأحزاب ظلت على عنادها وتمترسها في مواقفها ورفضها الاستجابة لدعوات الحوار".

وجدد تأكيده أن الحوار هو السبيل الأمثل لمعالجة كافة القضايا، وهو المخرج النهائي لحل أي نزاع مهما طال، مؤكدا بقوله " وما زلنا نتطلع بأن يستجيب العقلاء في أحزاب اللقاء المشترك لدعوة الحوار؛ لأن هذا الوطن هو ملكنا جميعا وأمنه واستقراره ووحدته مسؤوليتنا جميعا".

وفي معرض رده على سؤال حول تأثير هذه الأحداث على وحدة وسلام واستقرار اليمن قال صالح :" نؤكد بأن الوحدة راسخة ولن يسمح شعبنا لأحد مهما كان بالنيل منها، رغم أن البعض يحاول استغلال الظروف الراهنة للترويج لمشروعه الانفصالي والتمزيقي، سواء في بعض مناطق الجنوب أو في شمال الشمال".

وأضاف "لهذا فإنهم يحاولون إثارة الفوضى والعنف والتخريب وقطع الطرقات، ويسعون إلى الانقلاب على الشرعية الدستورية من أجل تحقيق ذلك الهدف، ونحن لن نسمح لهم بتحقيق ذلك، لأن أي إضرار بوحدة اليمن وأمنه واستقراره لن ينعكس ويتضرر منه اليمن فحسب بل المنطقة عموما، ولنا في ما حدث في الصومال العبرة الكافية".

وحول المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، ومن يتحمل إفشال التوقيع عليها، ورؤية فخامته إزاء إصرار المعارضة على ضرورة توقيعه على الاتفاق ، أكد الرئيس اليمني قائلا : "في الحقيقة نحن رحبنا بالجهود والمساعي المبذولة من أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي".

واضاف "وأكدنا التعامل الايجابي معها، ونحن نثمن عاليا هذا الدور الإيجابي لأشقائنا في مجلس التعاون الذي ينطلق من حرصهم على اليمن وأمنه واستقراره ووحدته".
واستطرد فخامة الأخ الرئيس قائلا :" ونحن ننظر للمبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة غير قابلة للتجزئة أو الانتقاء، كما أن هناك بعض البنود فيها غامضة وملتبسة وبحاجة إلى إيضاح بصورة أفضل عبر الجلوس بين الأطراف اليمنية في حوار مباشر، بدلا من حوار الفضائيات أو الفاكسات كما هو حادث الآن، وذلك من أجل الاتفاق على آلية تنفيذية زمنية ومتسلسلة تكون ملحقة بها، حتى نضمن لها النجاح، ولا يحدث أي خلاف أو تباين في تنفيذ البنود فيها".

وتابع قائلاً :" مثلا ما يتعلق بالبند الخاص بإنهاء التوتر السياسي والأمني، ما يهيئ الأجواء للانتقال السلمي والسلس للسلطة، وكذلك إنهاء الاعتصامات والمسيرات وقطع الطرق واقتحام المباني الحكومية، وإنهاء التمرد الذي حدث في بعض الوحدات العسكرية، وخروج بعض العناصر المتسببة في الأزمة لفترة مؤقتة؛ حتى تتهيأ الأجواء أمام حكومة الوفاق الوطني لإنجاز مهماتها خلال الفترة الزمنية المحددة لها".

ومضى صالح قائلاً: ونحن أكدنا مرارا أننا مستعدون للتوقيع على الاتفاق من قبل المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وأحزاب اللقاء المشترك وشركائها، باعتباره وثيقة سياسية بين أحزاب وتنظيمات سياسية وليست قانونية، وسوف نقوم بالمصادقة عليها كرئيس للجمهورية، وبعد الحصول على الإيضاحات اللازمة حول بنود الاتفاق حتى لا يتحول ذلك الاتفاق في حد ذاته إلى أزمة أعمق، بدلا من أن يكون وسيلة لحل الأزمة".

وفي إجابته على سؤال حول ما يحدث في ساحات الاعتصام وهل سينتهي يوما ما، وتعود الأمور إلى أوضاعها الطبيعية السابقة ..قال الأخ رئيس الجمهورية اليمنية "المعارضة يجب أن تكون بطرق ديمقراطية وبخطاب مسؤول، والتعبير عن الرأي عبر الاعتصام حق مكفول في الدستور، طالما كان في الإطار السلمي وطبقا للقانون، شريطة أن يكون بعيدا عن العنف والفوضى والتخريب الذي يضر بمصالح الوطن والمواطنين"..مؤكدا ان هناك جهود تبذل لإقناع الإخوة في أحزاب اللقاء المشترك بالشعور بالمسؤولية تجاه وطنهم والاستجابة لدعوة الحوار، لأن الأعمال التي يرتكبونها سواء قطع الطرقات، أو أعمال العنف والتخريب، والتقطع لناقلات الغاز والوقود، وضرب أبراج الكهرباء، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، أو حتى قطع الألسن لمن يخالفونهم الرأي كما حدث لأحد الشعراء الشباب؛ لا يندرج أبدا في إطار حرية التعبير عن الرأي سلميا، بل هي أعمال عنف تؤدي إلى الفتنة.

وأشار صالح إلى أن بقاء الاعتصامات في الميادين وإلى جوار الأحياء السكنية ومساكن المواطنين قد سبب ضررا كبيرا لهؤلاء المواطنين وانتهك حقوقهم وحرياتهم.
وقال:" ونحن أيضا ما زلنا نبذل الجهود من أجل إنهاء الأزمة لنجنب بلدنا إراقة الدماء ونأمل أن يستجيب العقلاء لدعوات الحوار، فهي المخرج الوحيد والآمن للخروج من هذه الأزمة، ونحن نثق بأن الأمور سوف تعود إلى أوضاعها الطبيعية السابقة إن شاء الله".

وأكد الرئيس صالح انه ليس متأثراَ من أولئك الذين انقلبوا على الشرعية. قائلاً :" بالعكس أولئك الذين تتحدث عنهم كانوا أعباء فوق الكتف، كانوا عبئاً وجزءاً من رموز الفساد وتجار الحروب، وكانوا حملا على كاهلي وكاهل المؤتمر الشعبي العام".
وأضاف "أعرف ما يدور في أذهانهم، وأعرف ثقافتهم، وهم جزء من عباءة تنظيم الإخوان المسلمين".

وحول مستقبل العلاقات السعودية ــ اليمنية ودور المملكة في دعم أمن اليمن خاصة في هذه الظروف التي يمر بها، ورؤية الرئيس لدور خادم الحرمين الشريفين في تعزيز العمل العربي والحفاظ على وحدة وسلامة اليمن.. أكد صالح أن العلاقات اليمنية ــ السعودية علاقات أخوية متينة ومتميزة، وهي في أوج ازدهارها وتشهد في كل يوم تطورا مطردا في الاتجاه الذي يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين اليمني والسعودي ويخدم مصالحهما المشتركة.

وقال " نحن مرتاحون لذلك ودور أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كبير ومهم في مساندة اليمن والوقوف إلى جانب أمنه واستقراره ومسيرته التنموية، وهو ما نثمنه عاليا، وينظر له كافة أبناء الشعب اليمني بتقدير وامتنان كبيرين".

وأضاف " لقد برهن الأشقاء في المملكة بأنهم نعم الشقيق الذي يقف إلى جانب شقيقه في السراء والضراء، والقيادتان في البلدين تدركان أن ما يهم أمن اليمن يهم المملكة والعكس".

وحول كيفية التعامل مع المظاهرات التي تجتاح اليمن ..أشار الرئيس علي عبدالله صالح إلى انه يتم التعامل مع المظاهرات بالكثير من الصبر وضبط النفس وتجنب إراقة الدماء، رغم ما تقوم به عناصر أحزاب اللقاء المشترك التي تتبنى تلك المظاهرات من استفزازات واعتداءات على رجال الأمن والممتلكات العامة والخاصة.
وقال :" وحتى المواطنين المعتصمين المؤيدين للشرعية الدستورية لم يسلموا من تلك الاعتداءات، حيث قامت تلك العناصر بالاعتداء عليهم والتحرش بهم وهم في مخيماتهم في أماكن الاعتصام بمدينة الثورة الرياضية في صنعاء".

وأضاف " نحن نفوت على تلك العناصر الحزبية المقامرة مخططاتها في الزج بالوطن في أتون الفتنة، وما من شك أن هناك أجندات ومخططات وأموالا خارجية من جهات معروفة تدفع لاستهداف اليمن وزعزعة أمنه واستقراره، والنيل من وحدته، وإثارة الفتنة والاحتراب بين أبنائه، وقد نبهنا من ذلك لأن المؤشرات واضحة لدينا في الميدان ونحن على اطلاع على الخفايا".

وحول عملية تسليم السلطة ورؤيتة لمرحلة ما بعد انتقال السلطة.. قال صالح :" نحن بلد ديمقراطي تعددي، وتداول السلطة ينبغي أن يكون سلميا وفي إطار الدستور، واحترام إرادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع، ومن يريده الشعب هو الذي يقود مسيرته".

وبشأن ماتحقق لليمن طيلة المرحلة الماضية من قفزات نوعية تنموية واقتصادية قال الرئيس اليمني: لقد تحقق خلال المرحلة الماضية الكثير من الإنجازات، والتحولات الماثلة شواهد حية أمام العيان ويلمسها كل مراقب منصف، رغم تواضع الإمكانيات وجسامة التحديات والصعوبات التي واجهها اليمن على أكثر من صعيد".

وأضاف" إن هذه التحولات هي التي أتاحت للشباب اليمني التعلم والانفتاح على العالم والمشاركة الفاعلة في مسيرة الوطن، ولا شك، طموحاتنا أكبر في أن يسهم الشباب بدور أكبر في تلك المسيرة وهذا ما نعمل من أجله، فالشباب هم قوة فاعلة وحية في المجتمع ويجب الاهتمام بها".

وتابع قائلاً" وانطلاقا من ذلك دعونا الشباب إلى تأطير أنفسهم في إطار حزب حتى يمكنهم التعبير عن أنفسهم بعيدا عن وصاية الأحزاب وهيمنتها كما هو حادث الآن للشباب المعتصمين في ساحة الاعتصام، وتشكيل هذا الحزب سيهيئ بروز قيادات للشباب يمكن التخاطب معها والاستماع إليها في ما يتعلق بتطلعات الشباب وطموحاتهم والعمل على تلبيتها".

وبشأن عملية تسليم السلطة ..قال رئيس الجمهورية اليمنية :" لقد أعلنا أكثر من مرة أننا مستعدون لتسليم السلطة إلى أيد أمينة يريدها الشعب، وعبر الطرق الديمقراطية وفي إطار الدستور؛ لأن هناك من يريد الانقضاض على السلطة بعيدا عن الدستور وصناديق الاقتراع ".

وفيما يتعلق بمن يقود الشباب في الساحات أشار صالح إلى أن أحزاب اللقاء المشترك هي التي افتعلت هذه الأزمة، واتخذت من بعض الشباب جسرا لتحقيق أهدافها ومطامحها في القفز على السلطة بعد أن عجزت عن ذلك عبر الانتخابات".

وقال "الشباب الموجودون حاليا في بعض ساحات الاعتصام معظمهم من شباب تلك الأحزاب، ومن تبقى هم رهائن لدى هذه الأحزاب، ومن جانبنا، نحن أكدنا للشباب بأننا مع مطالبهم المشروعة، وسوف نلبيها في إطار الإمكانات المتوافرة، ونحن منفتحون على الشباب ونجري حوارات مع بعضهم لما فيه مصلحة الوطن".

وحول القراءة المستقبلية لانعكاسات مايحدث في اليمن وهل ستؤدي الأزمة إلى الحرب الأهلية .. قال صالح :" نحن قلنا إن أحزاب اللقاء المشترك بتمترسها في مواقفها المتعنتة، وعدم استجابتها للحوار أو لأي مبادرات تستهدف الخروج من هذه الأزمة إنما تدفع بالبلاد نحو الحرب الأهلية، خاصة في ظل ما نشاهده من أعمال عنف وتخريب ترتكبها عناصر تلك الأحزاب وحلفائها من الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، ولكننا سنفوت عليهم هذه الفرصة ونحن حريصون على عدم إراقة الدماء".
ومضى قائلا :" وشخصيا ليس لدي خصومات مع أي شخص، نحن مع المعارضة الحضارية ونتمنى أن نتبادل السلطة سلميا وبسلاسة، وليس عبر قطع الطريق، وقطع الألسن والأرجل، وقطع النفط والكهرباء والغاز".

وحول دور الجيش في الأحداث الجارية.. أكد الرئيس علي عبدالله صالح ان الجيش مؤسسة وطنية وجدت لحماية الوطن وأمنه واستقراره ووحدته، ومكتسبات الشعب وإنجازاته، وأبناء هذه المؤسسة أوفياء ومخلصون في أداء واجبهم ويقدمون تضحيات غالية في سبيل ذلك، وستظل مؤسسة القوات المسلحة والأمن وفية لدورها وواجبها من أجل مصالح الوطن والشعب والثوابت الوطنية.

وفي رده على سؤال حول سعي بعض الأطراف لتدويل الأزمة السياسية في اليمن قال :" لا يمكن أن نسمح بتدويل الأزمة في اليمن، ولا يمكن أن تحل الأزمة إلا بين اليمنيين أنفسهم وبرعاية من دول الجوار، ومن المفترض أن تحث دول الجوار كل الأطراف للجلوس على طاولة الحوار لحل الأزمة".

وحول ما هي آلية تنحي رئيس الجمهورية، وهل هناك ضمانات خليجية لتنفيذ اتفاق نقل السلطة وفق المبادرة الخليجي.. قال الرئيس صالح :" نحن رحبنا بالمبادرة الخليجية التي تضمنت بنودا بعضها بحاجة إلى الإيضاح وآلية تنفيذها كما أوضحت سابقا, ونتشاور الآن مع إخواننا في مجلس التعاون الخليجي حولها, وهناك مبادئ أساسية موجودة في الاتفاقية لا بد من تجسيدها على أرض الواقع، وأن يكون الأشقاء في دول المجلس والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ضامنين وشهودا عليها، وفي مقدمتها ضمان وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وأن يكون الانتقال الأمن والسلمي للسلطة في إطار الدستور".

وعن حادثة قطع لسان شاعر يمني من قبل اللقاء المشترك، وكيف ينظر إلى هذه الحادثة الشنيعة، وهل وصلت الأمور في اليمن إلى هذه الخطورة.. قال صالح :" هذا تصرف وحشي، وجريمة شنيعة وبشعة استنكرها الجميع؛ لأنها تخالف الدين والأخلاق والقيم الإنسانية، وهي تدل على المستوى الخطير من التطرف والعنف والضيق بالرأي الآخر لدى من ارتكبوها، وهي عنوان بارز للمشروع المقبل الذي يبشر به هؤلاء إذا ما تمكنوا من الإمساك بالسلطة، وينبئ عن طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع خصومهم؛ لأن التالي لقطع الألسن هو قطع الأرجل والأيدي والرقاب، وهو أمر مخيف أثار الفزع لدى أبناء شعبنا من هؤلاء ومن مشروعهم وسلوكهم العنيف والمتخلف".


وفي إجابته على سؤال هل يخشى تشتت اليمن وانفصاله مرة أخرى بعد أن حقق اليمنيون في عهده لم الشمل بين الشمال والجنوب.. قال الرئيس:" اليمنيون لن يفرطوا في وحدتهم مهما كان الثمن أو كان حجم التآمر على اليمن ووحدته، فالمشاريع الانفصالية هزمت في الماضي وسوف تهزم في كل وقت وحين؛ لأن الوحدة وجدت لتبقى، وهي أعظم منجز يعتز به كل أبناء اليمن وكل عربي وقومي أصيل".

وعن حجم تواجد القاعدة في اليمن، وهل لها ارتباطات بالمعارضة أو القبلية .. قال : الإخوان المسلمين و«جامعة الإيمان» حاضنان للقاعدة وتنظيم القاعدة موجود في اليمن كما هو موجود في بلدان عديدة، وهم يستغلون مناخات الفوضى وعدم الاستقرار للانتشار والتمدد، وحربنا ضد هذا التنظيم مستمرة ولا هوادة فيها نظرا لما يمثله من إرهاب ولأننا عانينا منه كثيرا".

واضاف صالح "ولكن من المؤسف أن عناصر تنظيم القاعدة مدعومون من بعض الأحزاب، وتحديدا حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) وجامعة الإيمان الحاضنين لتلك العناصر التي تستغل ظروف الأزمة وتتواجد اليوم في ساحات الاعتصام جنبا إلى جنب مع العناصر الحوثية المتمردة وأحزاب اللقاء المشترك، وهي تسعى للاستفادة من أجواء الفوضى واضطراب الأمن لتحقيق أهدافها في تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية، ونشر فكرها الظلامي المتحجر الذي لا يؤمن سوى بالقتل والدمار".

وحول مستقبل علاقات اليمن مع جيرانه، وأصدقائه الأمريكان والغربيين.. قال الرئيس اليمني:"علاقاتنا بجيراننا وأصدقائنا جيدة ومبنية على التعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية, ونحن حريصون على التطوير المستمر لتلك العلاقات ولما يخدم المصالح المشتركة".

وبخصوص انعكاسات الأزمة الحالية على الأوضاع الاقتصادية الداخلية .. قال :"ما من شك أن الأزمة السياسية التي افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك أثرت على الاقتصاد الوطني من عدة جوانب، منها ما يتصل بتنفير الاستثمارات أو السياحة، وما يتصل بعملية إنتاج النفط وتصديره من خلال استهداف أنبوب النفط في مأرب وعدم التصدير مما كبد البلاد خسائر فادحة".

واضاف رئيس الجمهورية اليمنية "ومعلوم أن موازنتنا العامة تعتمد بدرجة أساسية على العائدات النفطية، ناهيك عن الانعكاسات الأخرى على عملية التنمية وعلى تشغيل العمالة من قبل القطاع الخاص نتيجة الإرباكات التي سببتها الأزمة، ومن المؤكد أن ذلك من الأهداف التي سعت إليها أحزاب اللقاء المشترك بأفعالها تلك، ونتطلع إن شاء الله إلى تجاوز هذه الأزمة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية".

وبالنسبة لقراءاته لمجريات الأحداث في المنطقة العربية، و هل النموذجان المصري والتونسي مرشحان للتكرار في دول عربية أخرى ..قال الرئيس صالح :" إن ما يحدث الآن في المنطقة أمر مدبر ومخطط له في إطار ما يسمى (بالفوضى الخلاقة)، وهو يستهدف بدرجة أولى زعزعة أمن واستقرار الدول العربية واستهدافها واحدة تلو أخرى، وقد شاهدنا كيف أن ما جرى في تونس قد انتقل إلى مصر ثم ليبيا والآن سورية واليمن والبحرين والأردن والمغرب،كلنا مستهدفون والمخطط واحد، ومن المؤسف أن الثمن الذي يدفع لذلك هو الدم العربي الذي يراق، ومشاهد الدمار، وتمزيق عرى الوحدة الوطنية للشعوب، وذلك ما يحقق أهداف أعداء الأمة ومن لا يريدون لها خيرا".

وبشأن الرسالة التي يوجهها للمغتربين اليمنيين سواء في المملكة العربية السعودية أو غيرها.. قال صالح :" أود أولا أن أشيد بهم أينما كانوا وبدورهم وغيرتهم الوطنية وحبهم لوطنهم، فهم خير سفراء لليمن، وأطمئنهم بأن الأزمة ستنفرج إن شاء الله، وسنظل نبذل كل ما نستطيع من أجل حلها، وسنظل نقدم الغالي والنفيس من أجل الوطن ووحدته وأمنه وسلامته".

وحول الإنجازات التي يرى الرئيس علي عبدالله صالح أنه حققها للشعب خلال العقود الماضية، وما الذي لم يستطع الرئيس تحقيقه، وأين أخفق الرئيس اليمني، وما هي الأخطاء التي يعتقد أنه ارتكبها.. قال الرئيس صالح :"من يتحدث عن ذلك هو الشعب اليمني صاحب المصلحة الحقيقية في ما تحقق له من إنجازات وتحولات وعلى مختلف الأصعدة؛ السياسية، الديمقراطية، التنموية، الثقافية، والاجتماعية وغيرها، رغم كل الظروف والتحديات والإمكانيات المتواضعة".

وأضاف الرئيس :" ولعل أعظم إنجاز استراتيجي تحقق لشعبنا هو إعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ22 من مايو 1990م، التي اقترنت بالديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان والمشاركة الشعبية في صنع القرار، ولا شك أن طموحاتنا تظل كبيرة، أما عن أين أخفق الرئيس علي عبدالله صالح أو أخطأ، فما من شك أن هناك جوانب قصور أو أخطاء في حياة أي إنسان، ومن لا يعمل لا يخطئ، ولأن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى".


 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي