واشنطن بوست: "برج 22" مهم لحماية مخيم الركبان.. وبايدن يعمل على صفقة لا يمكن لنتنياهو رفضها

2024-02-02

 

يقول الكاتب إنه يجب عمل المزيد لحماية الجنود، ومنع الهجمات من الجماعات المؤيدة لإيران (أ ف ب) نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا قالت فيه إن الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في برج 22 بالأردن، كانوا يؤدون مهمة ضرورية لأمن المنطقة والمصالح الأمريكية.

وقال جوش روغين في مقال، إنه وبعد مقتل الجنود الثلاثة يوم الأحد بمسيّرة، تداعت الدعوات لسحب القوات الأمريكية من الموقع العسكري وغيره من القواعد العسكرية في المنطقة. لكن التخلي عن تلك القواعد العسكرية الصغيرة لن يجعل المنطقة مستقرة، ويعطي الأمن لأمريكا. وعلى الأمريكيين فهم ما يجب عليه عمله وأهمية ما يقومون بهن قبل المطالب بسحب القوات.

وأشار روغين لتصريحات وزير الدفاع لويد أوستن بأن الهجمات التي جرحت العشرات من الجنود الأمريكيين، هي من ترتيب “محور المقاومة”، أي الجماعات التي تتلقى الدعم من إيران، والتي تقاتل الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب بشكل عام.

وأطلقت تلك الجماعات على نفسها مسمى “المقاومة الإسلامية في العراق”، وتستهداف القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة. ولم يتحدث أوستن عن برج 22 حيث يوجد حوالي 350 جنديا أمريكيا، معظمهم في مهام غير قتالية، ولدعم 200 جندي في قاعدة التنف بسوريا.

وزعم الكاتب أن الموقعين العسكريين يدعمان اللاجئين السوريين في مخيم الركبان، حيث يقيم 8,000 لاجئ سوري منذ عدة سنوات. ومنذ حرب غزة، سجلت القيادة المركزية أكثر من 160 هجوما على القوات في العراق وسوريا، منها 30 هجوما استهدفت برج 22 أو التنف، وكان هجوم الأحد هو الأكثر دموية.

والسؤال لماذا لا يزال الجنود هناك؟ ولماذا لا تسحبهم الإدارة وتعيدهم إلى الوطن؟ وهذا هو بالضبط السبب لبقائهم، أي عدم الاستجابة لما تريده إيران، أي إخراج كامل القوات الأمريكية من المنطقة، ومنح طهران الفرصة للهيمنة على مناطق شاسعة تمتد من إيران إلى لبنان وسوريا والعراق. وتخلّي الولايات المتحدة عن المهمة في التنف وبرج 22، يعني كذلك ترك المنطقة لتنظيم الدولة الإسلامية وعدم حماية المدنيين.

ولن تستطيع الفصائل المسلحة التي تدعمها أمريكا في سوريا القيام بالمهمة لوحدها، بدون غطاء عسكري أمريكي. وقال الكاتب إنه تحدث مع العقيد فريد القاسم، أحد قادة الفصائل هناك، حيث عبّر عن مخاوفه من ترك الأمريكيين المنطقة، وقال إن كارثة ستحدث لو قرروا ذلك، مضيفا أن “البصمات الصغيرة لهذه القواعد مهمة جدا، والمهمة الرئيسية لها هي قطع خطوط الإمدادات العسكرية للمقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية ما بين العراق وسوريا ولبنان، وهذه هي أفضل طريقة لمنع عودة تنظيم الدولة إلى المنطقة”.

ويقول الكاتب إن البرج 22 والتنف، هما جزء من شبكة قواعد صغيرة تعمل على تعقيد مهمة إيران لنقل الأسلحة إلى الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس. ولها أيضا منفعة أخرى وهي أن المواطنين السوريين قرب القواعد الأمريكية يتلقون حماية من الميليشيات الموالية لإيران ونظام بشار الأسد. وقال القاسم: “من المهم التركيز على العمل الإنساني المهم، والعمل الأمني الذي يحدث في المنطقة، وهي منطقة استراتيجية، ولا أحد يهتم بها”.

وتعتمد قوة المهام الخاصة الطارئة لسوريا والتي تجلب الدعم الإنساني للسوريين في المنطقة، على برج 22 كنقطة ترانزيت لنقل الطعام والدواء والمواد الأساسية الأخرى التي يحتاجها اللاجئون السوريون في مخيم الركبان التي بدونها سيجوعون.

وقال معاذ مصطفى، مدير المجموعة التنفيذية” “برج 22 والتنف وغيرهما من القواعد العسكرية في سوريا، مستهدفة بسبب فعاليتها في دعم  السكان المحاصرين بالركبان”.

وقال أوستن إن فريق بايدن يخطط للرد على منفذي الهجوم، وأكد أنه لا توجد خطط للانسحاب من الأردن وسوريا. وفي الوقت نفسه، انتقد المعلقون والمشرعون، الإدارةَ لعدم توفير الحماية للجنود الأمريكيين العاملين بمناطق غير مستقرة في الشرق الأوسط.

ويقول الكاتب إنه يجب عمل المزيد لحماية الجنود، ومنع الهجمات من الجماعات المؤيدة لإيران، لكن الاحتفاظ بعدد قليل من الجنود في نقاط مراقبة عسكرية صغيرة بالشرق الأوسط “ليس حربا لا نهاية لها”، وهي سياسة حماية ضد نتيجة أسوأ.

والولايات المتحدة مستعدة لدفع الفاتورة طالما لم تشمل على وفيات بين الجنود. وعادة ما تميل الولايات المتحدة للتخلي عن مهامها الأمنية في الشرق الأوسط لتعود وتعوّض بطريقة مفرطة عندما يتدهور الوضع. وآخر مرة هربت فيها الولايات المتحدة من المنطقة، ملأ تنظيم الدولة الفراغ وبثمن فادح.

وفي نفس السياق، قال المعلق ديفيد إغناطيوس، إن الولايات المتحدة رفعت أشرعة سفنها باتجاه “لحظة الحقيقة” في الشرق الأوسط الذي يشهد لحظة اشتعال على كل الأصعدة. وربما كان تفكير إدارة بايدن هو الطلقة الأخيرة لوقف الجحيم في غزة، مع أن هناك مخاطر كثيرة. وأشار إلى أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، يخطط لزيارة المنطقة قريبا، وسيتوقف أولا في السعودية، لكي يحصل على تعهد من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتطبيع مع إسرائيل، مقابل وقف الهجوم على غزة والالتزام بدولة فلسطينية في النهاية تشمل الضفة الغربية وغزة.

وسيسافر بلينكن إلى إسرائيل ويلقتي بنيامين نتنياهو، المتورط في الحرب، والذي يبحث عن تطبيع العلاقات مع السعودية كإنجاز سياسي له.

ويرفض نتنياهو وفريقه في الحكومة المتطرفة، الشروط السعودية لوقف حرب غزة، وفتح الطريق أمام دولة فلسطينية. وتقوم لعبة جو بايدن على تقديم عرض لنتنياهو سيرفضه حلفاؤه، لكنه لا يستطيع رفض الطلب نظرا للفشل الأمني في تشرين الأول/ أكتوبر، وتداعيات الحرب وتورطه في غزة وتراجع شعبيته.

ولو قبل نتنياهو العرض، فسيتشرذم تحالفه، وعليه البحث عن حلفاء جدد. ولو رفض، فربما أطيح بحكومته وتحل محلها حكومة تقبل بالعرض الأمريكي.

وبحسب مارتن إنديك، السفير الأمريكي السابق في تل أبيب “يريد بايدن من بيبي بلع الضفدعة (القبول بالصفقة) أو أن تعلق في حنجرته، وفتح المجال أمام حكومة أخرى”.

وعلى أي حال، تأمل الولايات المتحدة في أن تكسر الجمود. لكن ما هي فرصة مصافحة إسرائيلية- سعودية؟ قد تكون صفرا، إلا أن شخصا نقل عنه الكاتب، تحدث أن نتنياهو قد يجد في الصفقة الطريق الوحيد لإنقاذ سمعته من فشل أكتوبر.

والتوقيت مهم لأن الولايات المتحدة متعجلة، ولأن ولي العهد السعودي يطلب ضمانات أمنية أمريكية، ومساعدة في بناء مفاعل نووي للأغراض المدنية.

ونظرا لأن العام هو عام انتخابي، فصفقة كهذه بحاجة للحصول على مصادقة من الكونغرس بحلول حزيران/ يونيو، قبل أن تدفن في الحملات الانتخابية. ولن يتم العمل على الصفقة قبل أن ينتهي القتال في غزة ويفرج عن المحتجزين الإسرائيليين، حيث يعمل مدير “سي أي إيه” ويليام بيرنز، والمسؤول في البيت الأبيض بريت ماكغيرك، وبتوجيهات من مجلس الأمن القومي، على صفقة بين حماس وإسرائيل بتعاون مع قطر ومصر.

وسيكون التبادل على مراحل، ويمتد عدة أسابيع تفرج فيها حماس عن 136 محتجزا.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي