أحمد المخلوفي: حاجة الروائي في التعبير عن الحاضر إلى روح نقدية

2024-02-03

حاوره: عبد اللطيف الوراري

منذ نهايات التسعينيات، مروراً بسنوات الألفية الجديدة، لا يمكن للمتتبع أن يخطئ حيوية الإنتاج الروائي المغربي، الذي طغى على غيره من صنوف الأدب والمعرفة داخل المشهد الثقافي، وفرض نفسه على مجتمع الأدب وسوق الكتب، وبفرض سطوته على النقد الأدبي، وإغوائه على المعالجة السينمائية والدراماتورجية، وعلى دور النشر المغربية والمشرقية على السواء، وعلى الشعراء أنفسهم.

في هذا الأفق الروائي الذي يشبه معتركا أو محفلا لصراع القيم والأساليب، نتعرف على اتجاهات روائية تنتمي إلى أجيال وحساسيات ورؤى متنوعة ومتعارضة، بقدر ما هي تنحدر من مصادر محلية وقومية وإنسانية، شفوية ومكتوبة. وكل اتجاه يسعى، من خلال متنه ومصادره الكتابية الخاصة، إلى تنويع المقاربة والخطاب السرديين، وبالتالي إلى إحداث طفرةٍ نوعية داخل معمار الرواية المغربية بكيفيات لا تخلو من البحث وابتكار طرائق جديدة للصوْغ والنظر إلى العالم. ثمة أسماء جديدة من أعمار وحساسيات ومراجع كتابية مختلفة، تواصل ما كتبه المؤسسون وتعمل على تطويره والرقي به، ومن جملتهم الروائي أحمد المخلوفي.

شغف بالأدب باكراً، فكتب الشعر والقصة القصيرة والمقالة، قبل أن يستقرّ رهانه على الرواية، التي راكم في حصيلتها أربع مجموعات؛ هي: «مدارات الغربة والكتابة» و»جبل العلم» و»شعلة ابن رشد» و»مرايا الملك المثقف». راهن على الرواية لأنّها – في نظره- كسرت حواجز التقليد، ومنحت للروائي حق التعبير الواسع عن المعاني الواسعة، وحرية التجديد في اللغة والتعبير، وأساليب السرد وتقنياته البانية، ثم لقدرة الرواية على تذويب كل الأجناس الأدبية في نسيجها الخاص، واستثمار كل المستجدات التقنية البانية لمتنها السردي الذي تتقاطع داخله محكيات وأمشاج وحقول متنوعة، تاريخية ومعرفية وجمالية وأسطورية.

سألته ـ هنا- عن الرواية الأطروحة التي يكتبها، وعلاقتها بمشكلات العصر المعقدة التي نعيشها، وعن شخصية المثقف التي تأخذ داخل هذه الرواية وضعاً خاصّاً لتشخيص قدرتها على قيادة التغيير والتأثير، وعن مسألة التجريب بالنسبة إلى ما يخصّ لغتها وبناءها الفني واستثمارها لوقائع الحدث التاريخي.

تكتب الرواية الأطروحة بتعبير سوزان سليمان؛ أي الرواية التي ترتكز على أحداث أو وقائع تاريخية وسياسية واجتماعية، ومن خلالها تدافع عن وجهة نظرك بخصوص القضايا التي تتناولها، إلى أيّ مدى يفيدك هذا النمط الروائي في التعبير عن قضايا العصر الذي نعيشه راهناً، وإيجاد بعض الحلول لمشكلاته الإنسانية والحضارية العويصة (الظلم، الاغتراب، الهجرة، التمزق النفسي والهوياتي)؟

تفكيري في إمكانية كتابة الرواية الأطروحة لم يأت صدفة أو من فراغ؛ بل الأمر يعود إلى إعادة قراءة منجز الروايات المغلفة برداء الأطروحة الوطنية، والرواية الواقعية والتاريخية، والنفسية، والفكرية، والأسطورية وغيرها. من جملة ما استخلصته، وأنا أحاول القبض على جوهر الرواية، أو ما فيه يمكن تشكيل مادة الرواية حقا، هو قراءة التاريخ والفكر الفلسفي أولا؛ قراءة استيعاب ونقد ومقارنة في الآن ذاته. وأزعم أن هذا التوجه هو من حبب إليّ الانكباب – ومن جديد أيضا- على قراءة إنتاجات كل من الجابري والعروي وأركون والحبابي، والخطيبي، والمسيري، ثم ابن رشد… والقائمة طويلة، وممتدة حتى تخوم منتجات الفكر الغربي؛ إن في السياق التاريخي لفلسفة الأنوار والعقلانية، أو في فلسفة الحداثة وما بعدها.

إن إمكانية قراءة التاريخ وفق منظور مقارن، يقوم بالأساس على إعادة ترتيب وقائع الماضي وقضاياه المختلفة، بهدف فهمها وتفكيكها في سياق زمنها ومكانها الخاص أولا، ثم القيام بمقارنة أوجه الاتصال والانفصال فيها، قبل العمل على ربط ما يفيدنا منها في فهم وعلاج قضايا حاضرنا ثانيا. قلت مع نفسي: إن كان ابن رشد قد عانى مثلا من الاستبداد وأعوانه من فقهاء الظلمة، وحكماء المنفعة، أو الجهلة من الرعايا، فحرقت كتبه بعد محاكمته واعتقاله، فإنه، ورغم كل هذا، لم يفتّ في عضده، بل واصل التحدي والجهر بأفكاره، فدعا إلى اتخاذ العقلانية سبيلا ومنهجا في السلوك والأحكام؛ واعتبرها إرثا إنسانيا مشتركا (وحدة العقل البشري)؛ الأمر الذي سمح له بالدعوة إلى المساواة بين الجنسين، والإشادة بدور الإرادة البشرية في تغيير مجرى التاريخ.. إلى غيرها من المواقف المنددة بالاستبداد، والدعوة إلى الحكم الرشيد. ومن باب المقارنة فقط، نجد، وفي عصرنا الحاضر تحديدا، كثيرا من القضايا التي طرحها ابن رشد، أو عالج بعضا منها، لا تزال تعيش في حاضرنا، فالأزمة الفكرية والدينية والفقهية والسياسية والقيمية عموما كأنها هي هي. شخصيا، لم أجد شخصية فكرية مستوعبة لمنهجية ابن رشد، أو لنقل روح فكره ومنهجيته مثل شخصية محمد عابد الجابري، الذي جعل من هذه الروح مفتاحا في فهم الكثير من مشاكل حاضرنا، وبالتالي العمل على تجاوزها في أفق يسمح بإعادة بناء قيم جديدة تفضي بنا إلى الإقرار بأهمية الديمقراطية كمنهج وأسلوب في الحكم المؤدي إلى استقلال تاريخ ذواتنا في حاضرنا ومستقبلنا. هذا الفهم هو الذي قادني إلى التفكير في كتابة الرواية الأطروحة؛ فمن وجهة نظري هي القادرة على إعادة كتابة تاريخ ماضينا وحاضرنا، من خلال قالبها الخاص والمنفتح على وقائع سردية معاصرة: فضاءات مكانية وأزمنة متعددة، وتقنيات سردية جديدة، وشخصيات وظيفية قادرة على بلورة واكتشاف عمق الأسباب الأساسية المسببة للوجع الإنساني؛ من شر وقمع وتخلف واستعباد وتلذذ سادي ومازوخي وغيره. فالأطروحة قد تقوم على فكرة نظرية، أو تاريخية غالبا، لكنها تبقى معلقة ومنغلقة على نفسها، إلى أن يقيض الله لها مفكرا روائيا يستنطق عناصرها ويكشف أسبابها ومسبباتها، وهي أولا وأخيرا تبقى فرضية إلى حين إماطة اللثام عنها في بحث محكم، أو رواية قادرة على تثمينها عبر مكونات جماليتها البانية لمحتواها وشكلها، وشد المتلقي لعناصر التشويق والحجاج المبطن في محفلها.

تعطي لشخصية المثقف الإشكالية بطبعها موقعاً متقدّماً داخل أحداث الرواية، كما هو الحال في روايتيك «شعلة ابن رشد» و»مرايا الملك المثقف». هل تعتقد أن هذه الشخصية قادرة على قيادة التغيير والتأثير في الجمهور العام، قبل أن تمارس النقد الذاتي عليها وتراجع خطابها الثقافي في كل مرحلة من التاريخ؟

متفق معك تمام الاتفاق على أن شخصية المثقف، تستجيب أكثر من غيرها من قادة العسكر وزعماء السياسة، لحاجة الروائي في التعبير عن وضعية إشكالية تاريخية، تحتاج في التعاطي معها إلى روح نقدية لا تعرف هوادة ولا مسالمة في تشخيص أسباب الأزمة، والمضي بها نحو حل مناسب للأزمة ذاتها؛ إن فكريا كانت أو سياسيا، أو عقيدة، أو ثقافة، أو تخلفا حضاريا في المجمل.. والفرق يكمن هنا، بين شخصية روائية عادية، وشخصية كاريزمية راديكالية تمتلك رمزية ثقافية قيادية واسعة، مثل شخصية ابن رشد في رواية «شعلة ابن رشد» أو ثقافة سياسية ذات أرضية شعبية واسعة، مثل شخصية عبد الكريم الخطابي في رواية «انكسار الريح» أو عبد الله إبراهيم، أو المهدي بنبركة، أو شخصية ملك مثقف مثل يوبا الثاني كما جلوته في رواية «مرايا الملك المثقف». صحيح، أن عصر الزعامات السياسية والفكرية، وحتى العسكرية منها، قد بدا في الأفول تدريجيا في عصرنا الحالي؛ إما لأن الزمن بخيل في إنجابها، أو لأن تقلبات الأحوال، وسيرورة الزمان، لم تعد تنتج أسباب ظهورها مثل قبل. لكن من المنصف، في نظري، القول إن الإنسانية لن تستغني أبدا في مسيرتها الكونية عن شخصيات تنهض في وجه الظلم والاستعباد، وهواة الحروب ونهمهم في استغلال الشعوب ونهب خيراتها، وفرض الوصاية السياسية عليها. ودليل أهمية حضورها المستمر، هو هذا الحنين الدائم لاسترجاع مواقفها. فمن منا يقدر على أن يتنكر لمواقف عبد الكريم الخطابي الوطنية في وقتنا الحاضر؟ أو لحركية المهدي بنبركة التقدمية، أو لعبد الله إبراهيم، أو المهدي المنجرة وسواهم؟ حتى إن بدا للروائي أن شخصية مثل ابن رشد، وغير ابن رشد، تبقى مرتهنة دوما بسياق زمنها، وأن طاقة القوة لديها قد لا تستجيب لقضايا حاضرنا التي تتجدد باستمرار وتتعقد باستمرار. إلا أنه مع كل هذا، تبقى جاذبية الشخصية مشدودة إلى طبيعة وعي الروائي الذي لا يستطيع الانفكاك من سحر جاذبيتها في اختبار وظيفتها عبر أطروحة يفترضها ويجري بواسطتها أنهرا من السرد، قصد الاستدلال على حيوية مواقفها وصلاحية ديمومتها في فهم حاضرنا ومشكلاته. في روايتي «مرايا الملك المثقف» يلمس القارئ هذه الفرضية التي تقترب من الأطروحة، ومفادها: (إن ما عاناه المغرب العتيق في عهد الملك المثقف الأمازيغي يوبا الثاني من طرف روما القديمة من تسلط ورقابة واستغلال يكاد يشبه تماما أسلوب تعامل روما الجديدة، وأعني بالجديدة: الغرب الحالي، وتحديدا أساليب فرنسا في عهد الحماية على المغرب، بل حتى ما بعدها) فالمفارقة في الدرجة، لا في الوظيفة.

إن بناء مثل هذه الأطروحة في الرواية، يحتاج إلى حفر عميق في دهاليز المغرب السحيق، كما تحتاج إلى مهارة بنائية قد تتفق مكوناتها أو تختلف عما تواضع عليه الروائيون والنقاد من أدوات وآليات سردية لاحمة لها، ولا مفر من البناء بها أو عليها، خاصة إن تعلق الأمر بالرواية الأطروحة التي أشرت إليها.

ما حظّ التجريب داخل روايتك الأطروحية بالنسبة إلى ما يخصّ لغتها واستثمارها لوقائع الحدث التاريخي وبنائها الفني؟

إنني لم أتقصد تماما، وأنا أكتب، بلورة مفهوم الأطروحة كما أصبح يطلق، باحتشام، من لدن لفيف من الدارسين النقاد. لقد كنت واعيا بالمنهج الذي سوف يقودني إليها. لكنني لم أكن واثقا بأنني سوف أخيط رواية تستجيب تماما لخطواته؛ لأنني أدرك تماما أن المبدع وفي حالات خاصة، قد يحيا حياة مفارقة عن مدركاته الفكرية والواقعية والنقدية، فالخطاب الروائي في هذه الحالة قد يصبح هو من يتولى قيادة الكتابة لا الكاتب، وإن حدث أن استجاب النص الروائي لقيادة الكاتب، فإن هذه الاستجابة لا تتم إلا بشرط تنازل الطرفين، وبناء معادلة التوازن بين صوت الروائي وصوت الرواية. هذا الباب أعتقد أن النقاد لم يلتفتوا إليه بشكل معمق حتى الآن. وفي الحالة السابقة يصبح من الصعوبة بمكان، تحديد مكونات التجريب تحديدا علميا. لكنني أستطيع القول، وأنا أعيد التأمل في خاصية الأطروحة، إنني تقاسمت مع بعض الروائيين الجدد معظم منجزات الحداثة المتعلقة بالسرد: شعرنة اللغة وانتقاء الملائم منها لمقام التلفظ، وتنويع لغة الخطاب، وتكسير الزمن الخطي المعتاد، وتنويع الفضاء، والاحتفاء بتعدد الأصوات وتعدد الرواة، وتكسير الحدود بين الأنواع الأدبية والفكرية، وتوظيف الخرافة والأسطورة، إلى آخر ما في جعبة العلبة السردية من أدوات مسعفة على بناء الرواية الأطروحة التي تبنى على ثلاثة أعمدة كبرى، هي: الفكر، والتاريخ، والرواية الجامعة لهما.

إن أصعب وأمتع ما في الجمع السابق، هو ذاك الذي يتمثل في قدرة الروائي على إدراك العلاقة بينهما؛ فالفكر يمنح للأطروحة تماسكها الفكري والمنطقي، والتاريخ يرفدها بمعطياته وعبره، والرواية تمنح لهما معا جمالية الخطاب وجاذبية المتلقي.

ما هي طقوس الكتابة عندك، ولاسيما كتابة رواية أطروحية تتطلب حفراً وتنقيباً وموازنة بين «روايات» التاريخ الرسمي والشفاهي؟

لست أخفي أن الرواية الأطروحة تتطلب انكبابا، بل حفرا عميقا في صفحات الفكر والتاريخ. فالتاريخ بمختلف مواد بنائه لبنة أساسية لها. لكن ليس أي تاريخ؛ بل التاريخ الذي يسنده الفكر، ووقائع العمران، بله التاريخ المتصل والمنفصل في آن. إنه ذاك الذي يمنحنا القدرة على قراءته في سياق زمنه من جهة، وسياق زمننا الخاص من جهة أخرى، بهدف الوقوف على نقاط الاتصال والانفصال معه. هذا المنحى هو من يتخذ من التاريخانية والعقلانية منطلقا في الفهم والتفسير والتأويل. فالعقلانية تجعل التاريخ حاضرا في الفكر، ليلهمها الدروس والعبر، ويحملها من آن وآخر على مراجعة تصوراتها وفحص مبادئها وطريقة إنتاجها. والتاريخانية تتخذ من الفكر مراقبا منظما لها على صعيد الفكر والممارسة. ومن المفيد، ونحن نرى كيف أن مصادر التاريخ قد تنوعت بين وثائق وحفريات ودراسات وروايات شفهية، أن أشير إلى أن أجمل لحظات استماعي لمرويات التاريخ مرتبطة غالبا بالرواية الشفهية، خاصة حين يتولى سردها عليّ أشخاصٌ ممن أثق في صدق مروياتهم. فمصداقية الرواة الأحياء، أصدق أنباء من الكتب أحيانا. أما التاريخ الرسمي المرتبط بالملك العضوض؛ فإن معيار قبوله أو رفضه يتوقف على قدرة المؤرخ على فرز الغث من السمين، أو لنقل على نخل الصحيح من الزائف. وفي هذا التوجه، يشترك كل من المؤرخ والروائي. ولعل الروائي من يتحمل كل العبء، فقدره أن لا يكون مؤرخا ومفكرا فقط، بل وروائيا بالدرجة الأولى.

كيف تنظر إلى ما يجري في غزة من تهجير وتجويع وحرب إبادة؟

بخصوص موقفي مما يجري حاليا في غزة من تقتيل مسرف، وتهجير قسري، وتكسير دائم لإرادة حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم عبر اختيار شكل دولتهم، أو في اختيار أسلوب مقاومتهم المفضي إلى إنهاء الاحتلال، والحصول على استقلال كامل يحفظ للفلسطينيين حرية الحركة والتنقل والبناء، وعودة المهجرين قسرا منذ عام 1948 إلى يومنا هذا… فهو موقف كل مثقف شريف يدرك مرارة الظلم وقسوة الجبروت، ويدرك قيمة حرية الفرد والشعب، بإدراك قيمة حريته وعشقه الدائم لها. وأصدقك القول إن قلت: إن من يمنحني زهو الافتخار حاليا، هو صمود هذا الشعب الأسطوري المقاوم، على الرغم من آلية التدمير المنهجي للعدو الصهيوني له. غير أن هذا الإعجاب، سرعان ما يطفح بالأسى والمرارة القاتلة، كلما رأيت أشكال الدمار الذي لا يبقي لا على بشر ولا شجر ولا بيت ولا عجوز ولا شيخ ولا امرأة أو صبي أو طفل وليد.. يحدث كل هذا، وأكثر من هذا، حين تقصف المستشفيات، وتمنع كل مستلزمات الحياة عن الشعب المقهور، مثل الأكل والشرب والكهرباء والدواء والسلاح الذي سيدافع به. والأدهى من كل هذا، هو العجز العربي الفاضح من كل ما يجري من أحداث مأساوية، ثم عجز المؤسسات الدولية؛ بما فيها مجلس الأمن الدولي الذي تحول إلى مجلس الخذلان الدولي. فما أبشع ما يجري أمام أعيننا، ونحن لا نملك حتى الحرية في صراخنا وتنديدنا! لكن العاقبة دوما تكون لصالح الثائرين من أجل الحق.

كاتب مغربي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي