الاغتصاب مسألة خلافية في الاتحاد الاوروبي الساعي إلى إصدار توجيه أول يتناول العنف ضد المرأة

ا ف ب - الأمة برس
2024-02-07

اعضاء البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ بتاريخ 12 تموز/يوليو 2023 (ا ف ب)

بروكسيل - تُعقد الثلاثاء 6-1-2024 جلسة أخيرة للمفاوضات الأوروبية في شأن إصدار توجيه أول يتناول العنف ضد المرأة، ولكن من غير المتوقع أن يتعلق بالاغتصاب، بسبب معارضة بعض الدول الأعضاء ومنها فرنسا وألمانيا.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول العضو السويدية في البرلمان الأوروبي إفين إنسير "إنّ "هذا التوجيه سيكون خطوة تقدمية، حتى لو لم يشكّل الخطوة الكبيرة التي نوّد رؤيتها من جانب البرلمان والمجموعات التقدمية". 

وتجري منذ أشهر مناقشات في بروكسل تتمحور على هذا النص الذي يرمي تحديداً إلى توحيد التشريعات الجزائية في دول الاتحاد الأوروبي الـ27 في ما يخص تشويه الأعضاء التناسلية والزواج القسري ونشر مقاطع الفيديو الحميمة والتحرش عبر الإنترنت.

لكن مسألة الاغتصاب هي الأكثر إثارةً للجدل في التوجيه.

وينص الفصل الخامس من المشروع الذي عرضته اللجنة في 8 آذار/مارس 2022، على تعريف الاغتصاب على أساس عدم توافر عنصر الرضى في العلاقة الجنسية. ويؤيّد هذا التعريف كلّ من البرلمان الأوروبي وعدد من الدول من أمثال بلجيكا وإسبانيا واليونان والسويد وإيطاليا.

لكنّ 12 دولة عضو في الاتحاد الاوروبي أبرزها فرنسا وألمانيا والمجر، تعارض إدراج الاغتصاب في التشريع، مشيرة إلى أنّ ذلك ليس ضمن اختصاص الاتحاد الأوروبي.

وتبدي العضو الفرنسية في البرلمان الأوروبي ناتالي كولان أوسترليه أسفها لأنّ هذا التوجيه قد يتحوّل إلى "قانون مجتزأ".

وتقول "أرى أنّ ذلك أمر مروع"، مضيفةً "مع وجود تعريف مقيّد للاغتصاب راهناً في بعض الدول الأعضاء بينها فرنسا، فإن قلة من الدعاوى تصل إلى خواتيمها". وتشير إلى أنّ "المسألة تكمن في توسيع نطاق الأدلة".

غير مقبول

واعتبرت اثنتا عشرة منظمة غير حكومية، بينها منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"، أخيراً أنه "من غير المقبول أن تصرّ بعض الدول الأعضاء على عدم الاستجابة للحاجة إلى مكافحة الاغتصاب في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، متذرّعةً بتفسيرات قانونية تقييدية في شأن صلاحيات الاتحاد الأوروبي".

وأكدت المنظمات غير الحكومية أنّ "التعريفات التي تستند إلى عنصر الرضى أثبتت أنها تضمن للضحايا حماية أكبر ولجوءاً أفضل للقضاء".

وواجه الرئيس إيمانويل ماكرون الذي صنّف "العنف ضد المرأة" قضية رئيسية لولايته الرئاسية، مساءلة من نواب في شأن وجود فرنسا في تحالف الرفض. وفي ألمانيا، رفعت 111 امرأة (ناشطات نسويات وفنانات وصحافيات...) أخيراً رسالة إلى وزير العدل ماركو بوشمان تتمحور على هذه المسألة.

وتقول إيفين إنسير إن "ماكرون وبوشمان ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يمنعوننا من إقرار تشريع بشأن الاغتصاب على أساس عدم توافر عنصر الرضى في العلاقة الجنسية".

ويختلف تعريف الاغتصاب بين دول الاتحاد الأوروبي.

ففي فرنسا مثلاً، يعرّف القانون هذه الجريمة بأنها إيلاج جنسي مُرتكب على شخص بالعنف أو الإكراه أو تحت التهديد أو بشكل مفاجئ، من دون الإشارة صراحة إلى جانب عدم الرضا.

وبالنسبة إلى فرنسا وألمانيا، لا تحمل هذه الجريمة البعد العابر للحدود الضروري لاعتبارها "جريمة أوروبية". وتعتبر هاتان الدولتان أن ثمة احتمالاً في أن يُرفَض النص في حال اللجوء إلى القضاء الأوروبي.

لكنّ البرلمان الأوروبي والمفوضية يعترضان على ذلك، إذ يعتبران أن الاغتصاب يندرج في إطار "الاستغلال الجنسي للنساء" وهو تصنيف مدرج في قائمة "الجرائم الأوروبية".

ويرى مؤيدو تعريف الاغتصاب مع الأخذ في الاعتبار جانب الرضى، أن هذا التعريف يتماشى مع اتفاقية اسطنبول بشأن الوقاية من العنف ضد المرأة ومكافحته، والتي صدق عليها الاتحاد الأوروبي.

وفي ظل غياب أي احتمال للتوافق على إدراج الاغتصاب في التوجيه، اقترح أعضاء البرلمان الأوروبي أن يشير النص أقلّه إلى "إلزام الدول الأعضاء بالعمل على نشر ثقافة تستند إلى مسألة الرضى في العلاقة الجنسية، من خلال المناهج المدرسية وحملات التوعية"، وفق إيفين إنسير.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي