الناتو يستعرض زيادة الانفاق الدفاعي ردا على ترامب

ا ف ب – الأمة برس
2024-02-14

الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي قبيل اجتماع وزاي في مقر الحلف في بروكسل الأربعاء 14 شباط/فبراير 2024 (ا ف ب)

بروكسل - أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن 18 من أعضاء الحلف الـ31 هم على مسار تحقيق الهدف المحدد للإنفاق الدفاعي، وذلك بعدما هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتشجيع روسيا على مهاجمة دول الحلف المتخلفة عن سداد التزاماتها المالية.

وأثار ترامب، وهو الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، استياء بعد تصريحات السبت قال فيها إنه لن يدافع عن أعضاء الحلف الذين لم يفوا بالتزاماتهم المالية، وذلك في أعنف انتقادات له للناتو.

وقوبلت تصريحات ترامب بإدانات من قادة دول في الحلف يتقدمهم الرئيس الأميركي جو بايدن، منافسه المرجح في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، والمستشار الألماني أولاف شولتس.

وعرض ستولتنبرغ تقديرات جديدة للانفاق الدفاعي، أظهرت أن عدد الدول المتوقع أن تحقق الهدف المتمثل بإنفاق ما لا يقل عن 2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، سيصل الى 18، بزيادة عن عددها العام الماضي (11).

وقال للصحافيين قبيل اجتماع لوزراء دفاع دول التكتل "هذا عدد قياسي آخر ويزيد بست مرات عن 2014 عندما أوفى ثلاثة أعضاء في الحلف فقط بالهدف".

ولم يذكر الأمين العام للحلف الدول الأعضاء التي تفي بالتزامها.

لكن بشكل عام، قال إن الأعضاء الأوروبيين وكندا أضافوا أكثر من 600 مليار دولار إلى إنفاقهم الدفاعي منذ وضع الهدف المتمثل بإنفاق ما لا يقل عن 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

وعلى خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، سُجل العام الماضي "ارتفاع غير مسبوق" بنسبة 11 بالمئة في إنفاق الأعضاء الأوروبيين وكندا، بحسب ستولتنبرغ.

وكرر ستولتنبرغ تحذيره لترامب بعدم "تقويض" ضمانة الأمن الجماعي للناتو، والقائمة على أن يدافع جميع أعضاء الحلف عن أي عضو آخر إذا تعرّض لهجوم.

وقال "لا نتركنّ مجالا لسوء التقدير أو سوء الفهم في موسكو بشأن استعدادنا والتزامنا، وتصميمنا على حماية أعضاء الحلف".

خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة (2017-2021) انتقد ترامب حلفاء واشنطن في الناتو للضغط عليهم من أجل زيادة النفقات الدفاعية، ونسب لنفسه الفضل في زيادة الانفاق.

وكانت الحرب الروسية على أوكرانيا بمثابة جرس إنذار  لدول أوروبية ودفعت بالناتو إلى جعل هدف 2 بالمئة، حدا أدنى للإنفاق الدفاعي لدوله.

وزادت دول رئيسية مثل ألمانيا حجم إنفاقها ومن المتوقع أن تحقق الهدف هذا العام. غير أن الولايات المتحدة لا تزال تمثل الجزء الأكبر من إجمالي نفقات أعضاء الحلف.

- دعم أوكرانيا -

وأثارت انتقادات ترامب لحلفاء الولايات المتحدة مخاوف لدى المسؤولين الأوروبيين إزاء احتمال تخلي واشنطن عن تحالف عمره 75 عاما في حال أعيد انتخابه رئيسا في وقت لاحق هذا العام.

ويأتي ذلك في وقت تتزايد التحذيرات من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يسعى لاستهدف  أعضاء في الحلف إذا خسرت أوكرانيا الحرب.

وقال ستولتنبرغ إن "الناتو لديه القدرات، ولدينا العزم على حماية جميع الدول الأعضاء والدفاع عنها".

وأضاف "لا نرى أي تهديد وشيك ضد أي عضو في حلف شمال الأطلسي".

وعقب تصريحات ترامب قالت فرنسا إن أوروبا بحاجة إلى بوليصة "تأمين على الحياة" أخرى إضافة إلى الناتو لضمان أمن القارة.

وقال ستولتنبرغ إن الردع النووي الأميركي في أوروبا "ينجح وعلينا الاستمرار في ضمان بقائه آمنا وموثوقا".

ويشدد دبلوماسيون من العديد من دول الناتو على أن إبقاء الولايات المتحدة في الحلف يظل أمرا أساسيا لردع التهديد الروسي. لكنهم غير متخوفين من تهديدات ترامب، مؤكدين أن التحالف بقي سالما خلال ولايته الرئاسية الأولى.

وبينما يتم التركيز على الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي، فإن قضية دعم أوكرانيا الملحة ستكون مطروحة أيضا على طاولة البحث في اجتماع الأربعاء.

ووافق مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء على تمويل للمجهود الحربي في أوكرانيا، لكن يتوقع أن يرفض هذه الحزمة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

وتأتي الشكوك حول مستقبل المساعدات الأميركية في وقت تتقدم روسيا ببطء على خطوط الجبهة.

وكان من المفترض أن يترأس وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الاجتماع الذي يهدف إلى حشد المزيد من الدعم لكييف، لكنه اضطر إلى إلغاء رحلته إلى بروكسل لأسباب صحية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي