بعد سيطرة الروس على أفدييفكا.. بلدات قريبة منها تخشى المصير نفسه  

أ ف ب-الامة برس
2024-02-19

 

 

امرأة تنظر من نافذة شقة في مبنى دمره هجوم صاروخي روسي في سيليدوفي في أوكرانيافي 16 شباط/فبراير 2024 (ا ف ب)   كييف- "دموع وكابوس وخوف". بهذه الكلمات تتذكر أولينا أوبوديتس ما حدث عندما أصاب صاروخ روسي قسم الولادة في المستشفى الذي كانت تعمل فيه في سيليدوفي القريبة من أفدييفكا بشرق أوكرانيا وتم إجلاء عشرات المرضى في منتصف الليل.

عندما علمت بحدوث الغارة، هرعت أولينا إلى المكان لتتفقده. وبعد أيام قليلة، قالت لوكالة فرانس برس والدموع في عينيها إنها رأت المستشفى مشتعلا إثر الغارة التي أسفرت عن مقتل امرأة حامل تبلغ من العمر 36 عامًا، بالإضافة إلى أم وابنها البالغ من العمر 9 سنوات.

تقع سيليدوفي على بعد 30 كيلومترًا شرق أفدييفكا التي دخلها الجيش الروسي الأربعاء، في هزيمة دفعت سكان المنطقة لطرح أسئلة مؤلمة بشأن ما إذا كان يتعين عليهم الفرار الآن أم الانتظار أملًا في أن تتمكن القوات الأوكرانية التي تواجه صعوبات من إنقاذهم؟

تشرح أولينا، البالغة من العمر 42 عاماً، بينما تتصاعد رائحة الاسمنت المتفحم التي تختلط بأصوات المدفعية المسموعة عن بعد "أسمع الكثير من الناس في المدينة يتساءلون عما إذا كان سيتم إجلاؤهم أم لا".

وتقول "الناس خائفون. ابنتي تطلب مني كل يوم أن نغادر. لكنني أقول لها إن الوقت لم يحن بعد".

مع اقتراب القتال، تواجه الشرطة، ومعها العناصر الذين أجبروا على الفرار من البلدات التي احتلتها روسيا، مهمة شاقة تتمثل في إجلاء المدنيين من منطقة تزداد خطورة.

وتوضح المتحدثة باسم الشرطة الإقليمية أولكساندرا غافريلكو البالغة من العمر 31 عاماً، أن الضربات الروسية وتقدم القوات الروسية دفعت المزيد من الناس إلى المغادرة. وتضيف "اليوم، نقوم في أكثر الأحيان بنقل قتلى مدنيين. ننقل جثث القتلى حتى يتمكن أهلهم من دفنها".

- الى اين اذهب؟ -

بجوار نصب تذكاري للحرب العالمية الثانية يعود إلى الحقبة السوفياتية في سيليدوفي، شوهد عدد من الأشخاص في طريقهم لجمع ما تبقى في منازلهم المحترقة التي استهدفت قبل ساعة من ضرب المستشفى.

تقول أم مذعورة تحمل حقائب جمعت فيها بعض متعلقاتها من شقتها المتضررة إنها ستبقى على الرغم من كل شيء. ولكن ابنتها تقول إنها تريد المغادرة.

فرت المدعية العامة أولينا أوسادتشا (40 عاماً) من مدينة دونيتسك التي سقطت في أيدي الموالين لروسيا في عام 2014. ووفرت لها السلطات الفرصة لمواصلة عملها في مدينة دنيبرو، الواقعة إلى الغرب.

وتقول أوساتدشا "سنغادر، لكننا لا نعرف بعد إلى أين. لا أريد الذهاب إلى دنيبرو. فالوضع ليس آمناً هناك أيضاً".

أعاد مطعم سوشي فتح أبوابه في سيليدوفي هذا الشهر في دليل على تصميم بعض السكان على البقاء على الرغم من تدهور الوضع.

ويقول مدير المستشفى المدمر أوليغ كياتشكو، البالغ من العمر 46 عامًا، إنه بعد الضربات الأخيرة، أعلن ما يقرب من عشرين من أصل 350 موظفًا عن نيتهم مغادرة المدينة. وكان عاملون يحملون أكياسًا من المعدات الطبية وهم يسيرون فوق شظايا الزجاج والشرائط المعدنية الملتوية، بينما يقوم عمال المدينة بإصلاح النوافذ المكسورة.

ويضيف المدير كياتشكو "إننا جميعًا نفكر في المكان الذي من الأفضل أن نذهب إليه. ولكن إذا تطلب الوضع أن نكون هنا اليوم، فنحن هنا. لن أذهب إلى أي مكان في الوقت الحالي".

- "لا أحد" -

على بعد عدة كيلومترات من أفدييفكا، بالقرب من قرية بروغريس، انهمكت القوات الأوكرانية بحفر خطوط دفاعية جديدة.

وما زال آخر متجر في القرية مفتوحًا لبيع ما تبقى لديه من بضائع، بعد ساعات قليلة من تحطم نوافذه جراء القصف.

ويتساءل موظف تنهمر الدموع من عينيه ومالك المتجر عما إذا كانا سيفتحانه من جديد مع تكرار القصف ورحيل العملاء الذين فر بعضهم من أفدييفكا.

ويقول صاحب المتجر دميترو ديميتروف (40 عاما) "عندما تسوء الأمور حقا، لن يبقى أحد هنا. لن يشتري أحد الطعام".

في الخارج، يعلق فيكتور، وهو متقاعد يبلغ من العمر 66 عامًا، أكبر عدد ممكن من زجاجات المياه على دراجته. وإن لم يبدُ أنه يشعر بالقلق إزاء أصوات المدفعية، لكنه يعترف بأنها أصبحت أكثر تكرارا ودويها أعلى.

ويقول "لقد ذهب جيراني إلى دنيبرو، ولكن ليس لدي مكان أذهب إليه".

وتقول أولكساندرا غافريلكو، المتحدثة باسم الشرطة، إن كبار السن مثل فيكتور، يصعب إقناعهم بالمغادرة. وتوضح "إنهم يريدون الموت على أرضهم".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي