معرض تضامني لمقتنيات فنية وأثرية من غزة في الضفة الغربية

ا ف ب - الأمة برس
2024-02-27

أعمال لفنانين من قطاع غزة في متحف بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة في 11 شباط/فبراير 2024 (ا ف ب)

في متحف في بيرزيت في الضفة الغربية، جُمعت أعمال فنية وتراثية مصدرها قطاع غزة، في مبادرة يراد منها الردّ على تدمير مواقع ثقافية وأثرية في القطاع حيث تدور حرب دامية منذ أربعة أشهر.

ويقول عضو مجلس إدارة المتحف الفلسطيني في بيرزيت إيهاب بسيسو لوكالة فرانس برس إن المتحف الذي افتتح في العام 2016 قرّر القيام بمبادرة تهدف الى "الحفاظ على العمل التراثي الفلسطيني في غزة الذي يتعرّض لتدمير نتيجة الحرب".

ويضيف وزير الثقافة الفلسطيني السابق "فوجئنا حين وصلتنا مئات الأعمال لفنانين وفنانات كانت موجودة في جامعات ومراكز ثقافية ولدى شخصيات فلسطينية في الضفة الغربية"، وهي عبارة عن لوحات وأزياء تراثية قديمة وقطع أثرية.

على مدخل المعرض، علّقت لوحة كتب عليها " هذا ليست معرضا"، في إشارة الى أنه "تظاهرة فنية متواصلة"، كما يقول بسيسو.

ويضيف "هذه التظاهرة الفنية إنما هي نوع من تقديم المشهد الفني الغزي بشكل مختلف، ونوع من الوقوف أمام التحديات والصعوبات التي يواجهها الفنانون والثقافة في غزة في ظلّ الدمار والحصار".

ويتابع أنها "مساحة تعبّر عن امتداد تلك المراكز والمتاحف التي هدمت".

وأعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية في تقرير لها نشر في كانون الثاني/يناير، "تدمير 24 مركزا ثقافيا في قطاع غزة، بشكل كلّي أو جزئي" خلال الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي بين حركة حماس وإسرائيل.

 وبين هذه المواقع المركز الثقافي الاجتماعي الأرثوذكسي العربي ومركز رشاد الشوا الثقافي الذي يضم مسرحا ومكتبة ومطابع، ومؤسسة السنونو للفنون والثقافة في مدينة غزة. كما تضرّرت مبان تاريخية، بينها كنائس ومساجد، وميناء فينيقيا ومتحف القرارة.

"مساحة بديلة"

ويقول بسيسو  عن المعرض "هذه رحلة في الفن الغزي الفلسطيني، خصوصا عقب استشهاد عشرات الفنانين والكتّاب والشعراء والصحافيين، وهذه الرحلة لتأكيد اللحمة بين الشعب الفلسطيني التي يحاول الاحتلال أن يدمّرها".

وكُتبت على مدخل المعرض الرئيسي أسماء 115 فنانا وفوقها العبارة التالية: "هؤلاء سرقت منهم حرب الابادة بيوتهم وأحلامهم وذكرياتهم وأحبتهم وحياتهم بأكملها". ووُضعت حول بعض الأسماء إشارات بالأسود للدلالة على من قتلوا خلال الحرب، وبينهم الفنانة التشكيلية هبة زقوط والرسام محمد سامي قريقع.

وقالت إدارة المتحف في بيان لها عن "التظاهرة" إنها "مساحة بديلة عن الحيّز الذي كان يومًا في غزّة قبل أن تدمّره نيران الحرب"، مضيفة أن المبادرة تسعى الى ان تكون "منبرا بديلا لأصوات" الغزيين "التي يمنعها عنّا انقطاع الاتّصال".

وتعمّد القيمون على المتحف وضع ركام من الطوب والحديد وسط قاعة العرض الرئيسية، في إشارة الى الدمار الذي يتعرّض له قطاع غزة، على خلفية صوت طائرة الاستطلاع المعروفة ب"الزنانة" والتي لا تفارق سماء غزة، ومشاهد فيديو لسيارات إسعاف تنقل مصابين... كل ذلك لوضع الزائر في أجواء ما يعيشه أهل غزة.

ويقول الفنان التشكيلي محمد الحواجنة  الموجود في رفح لوكالة فرانس برس عبر اتصال بالفيديو "هذه التظاهرة للتذكير والتعاضد معا بين الضفة الغربية وغزة، ومن أجل التاكيد على استمرار وجودنا".

"التيه!"

ومنذ افتتاح المعرض في أواسط شباط/فبراير الحالي، يتوافد العشرات من الزوّار الى المتحف.

وتقول ألما عبد الغني في الثلاثينات من عمرها، "شيء جميل أن نشاهد أعمالا فنية لفنانين وفنانات من غزة هنا في الضفة، لا سيما أنه لم يعد لها مكان لعرضها في غزة بعد الدمار هناك".

 عند المدخل الرئيسي للمتحف، عرضت أزياء تراثية نسائية قديمة مصنوعة من القطن والكتّان والحرير. والى جانبها قلادات وأساور مجدولة من العهد البريطاني، وفساتين عرائس قديمة من خان يونس ودير البلح ومدينة غزة.

وليس بعيدا عرضت لوحات للفنان التشكيلي تيسير بركات المولود في جباليا في قطاع غزة، لكنه مقيم في الضفة الغربية منذ العام 1984.

وتحمل إحدى اللوحات اسم " التيه" وعليها رسم لآليات عسكرية ومركبات، بالإضافة الى أكثر من 16 رسما من الأكريليك وعلى القماش تحمل كل منها عبارات اختارها الفنان للتعبير عما يجري في غزة. ومن بينها "كيف تفقد أكثر من سبعة آلاف إنسان؟ أمطرهم بالغارات واحدة تلو الاخرى، وامنع انتشالهم من تحت الركام"، أو "كيف نفقد شعبا من مليونين ونصف المليون إنسان؟ اقطع عنهم الاتصالات والكهرباء والماء والحياة".

ويقول بركات لوكالة فرانس برس "هذه المجموعة رسالة وتعبير عمّا شاهدت وسمعت عمّا يعيشه أهلنا في غزة من حرب مجنونة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي