الموت أو الهجرة... مصير صعب أمام مرضى التصلب اللويحي في فنزويلا

ا ف ب - الأمة برس
2024-02-27

خيمار تواريس (22 عاما)، طالبة في جامعة فنزويلا المركزية مصابة بمرض التصلب اللويحي في منزلها بمنطقة شرايافي الفنزويلية في السادس من شباط/فبراير 2024 (ا ف ب)

تتردد كلمات الأطباء في ذهن خيمار تواريس لتشعرها بقساوة ما تمرّ به... "تعانين من مرض التصلب اللويحي لكنّ الأدوية التي تحتاجين إليها غير متوفرة في فنزويلا".

وفي ظل حيازتها الموارد الكافية لتغطية تكاليف العلاج والفحوص التي تحتاجها، بينها فحص للبزل القطني يكلف 800 دولار، أطلقت الطالبة في علم النفس البالغة 22 عاماً حملة لجمع التبرعات عبر منصة "غو فاند مي" GoFundMe.

وتقول لوكالة فرانس برس من شقتها في تشارايافي الواقعة على بعد 50 كيلومترا من العاصمة كراكاس، إن "الخيار بالنسبة إلى الكثير من الناس هو الهجرة"، مشيرة إلى أنها تسعى بدورها للانتقال إلى الخارج.

وتعبّر حالتها عن الصعوبات المتزايدة التي يواجهها خلال السنوات الأخيرة المصابون بأمراض مزمنة في فنزويلا.

وبسبب شدة الانتكاسة الأخيرة التي تعرضت لها وجعلتها شبه عاجزة عن الوقوف، اضطرت خيمار تواريس لترك دراستها وعملها. وهي تعتمد مالياً مع والدتها التي أصيبت بسكتة دماغية، على جدتها البالغة 72 سنة والتي تعمل كاختصاصية لتجميل الأظافر.

ووصف الأطباء لتواريس منشطات تُستخدم أحيانا لمعالجة الانتكاسات، لكنّ العلاج الذي يوفره معهد الضمان الاجتماعي الفنزويلي ليس متاحاً بصورة دائمة، بينما يكلّف في المؤسسات الخاصة نحو 30 ألف دولار.

وفي حالة يائسة، أمضت عشية عيد الميلاد وهي تبعث برسائل إلى مؤسسات متخصصة في بلدان عدة يمكنها الذهاب إليها لتلقي العلاج.

التصلب اللويحي هو مرض عصبي شائع نسبياً مُصاب به نحو ثلاثة ملايين في العالم. أما في فنزويلا فلا أرقام رسمية عن أعداد المصابين، والحال نفسه مع بيانات أخرى غير متوافرة في البلد الغارق في أزمة كبيرة دفعت سبعة ملايين من سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة إلى الهجرة.

"الوضع خطر"

وتقول تواريس وهي تجفف دموعها "عليّ الرحيل من هنا لأن لا خيارات في هذا البلد. ماذا سيحدث عندما أتعرض للانتكاسة التالية؟ عمري 22 عاماً. هل أنتظر الانتكاسة التالية هنا؟ وماذا عن أحلامي ومشاريعي؟".

تؤكد ماريا يوخينيا موناغاس (57 سنة) المصابة بالمرض نفسه لكنّ زوجها وابنيها يتكفلون بمعالجتها، أنّ "الوضع خطر ويزداد سوءاً".

وتشير إلى أن الضمان الاجتماعي في فنزويلا منهار منذ العام 2016، وقد بدأ سنة 2020 بتوفير الأدوية الجنيسة بشكل محدود جداً.

وتضيف ان "عددا كبيرا من المرضى باتوا يعانون إعاقة أو ماتوا بسبب نقص الدواء".

أندريس ماركانو مترجم يبلغ 53 عاما من كراكاس، شُخصت إصابته بالمرض قبل 20 عاما، وبقي لخمس سنوات طريح الفراش بسبب نقص الأدوية.

ويقول "في الوقت الراهن، يتلقى بعض المرضى المشخصة حالاتهم حديثا أدوية جنيسة من الهند، لكن مَن هم في مراحل متقدمة من المرض يحتاجون إلى أدوية أقوى لا تصل إلى البلاد".

وتعزو حكومة الرئيس نيكولاس مادورو هذه الصعوبات إلى العقوبات الأميركية المفروضة على فنزويلا، في حين يشير آخرون إلى عمليات اختلاس متورط فيها مسؤولون سابقون في وزارة الصحة والضمان الاجتماعي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي