عرض متجدد لأعمال بيكاسو في متحفه بباريس مع تكريم لفرنسواز جيلو

ا ف ب - الأمة برس
2024-03-12

فرنسواز جيلو وبابلو بيكاسو خلال معرض مخصص لفنان اسباني في باريس بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1948 (ا ف ب)

اعتباراً من الثلاثاء، يقيم متحف بيكاسو في باريس الذي يضم أهم مجموعة عامة من أعمال معلّم التكعيبية، عرضاً متجدداً بالكامل سيتضمّن أوّل تكريم للرسامة فرنسواز جيلو، إحدى شريكات حياته. 

وأُعيرت عدد من الأعمال إلى المتحف خلال السنوات الأخيرة وخصوصاً في العام 2023 الذي يصادف الذكرى الخمسين لوفاة الفنان الإسباني. وتقول مديرة المتحف سيسيل دوبريه لوكالة فرانس برس إن الأمر يشبه "عودته إلى منزله".

وتضم المجموعة الدائمة الجديدة 400 عمل فني تتوزع على 22 صالة عرض ضمن ثلاث طبقات من مبنى فندق مميز، بالإضافة إلى غرفة مخصصة بالكامل للفرنسية الأميركية جيلو التي توفيت عن مئة وعام في حزيران/يونيو 2023.

وكانت جيلو شريكة حياة بيكاسو على مدى عشر سنوات (1943-1953) وأنجبت منه ولدين هما كلود (1947-2023) وبالوما (مولودة عام 1949).

وهي الوحيدة من بين شريكات حياته التي تحررت منه بشكل تام لتحقق مسيرة لها كفنانة، إذ تُعرض أعمال لها في متحف متروبوليتان للفنون ومتحف الفن الحديث في نيويورك.

وسيعرض متحف بيكاسو نحو عشر لوحات لجيلو وعدداً كبيراً من رسوماتها.

مختبر

ومنذ العام 1965 وبعد نشر كتابها Living with Picasso ("العيش مع بيكاسو") الذي يصوّر الرسام على أنّه "مستبد ومؤمن بالخرافات وأناني" وقوبل بحملة رفض في فرنسا، ابتعدت جيلو عن الاوساط الفنية الفرنسية قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة عام 1970.

وفي العام 2016، شرحت جيلو لوكالة فرانس برس كيف كانت علاقتها "حوارا مصورا" مع رجل "أحبته" بسبب "ذكائه المميز" و"حسه الفكاهي"، مشددة على "أهمية ابتكاراته خلال القرن العشرين، سواء أكان الفرد يعرفه شخصياً أم لا".

ويتضّمن العرض الجديد أعمالا لبيكاسو "منذ بداياته قبل وصوله إلى باريس في مطلع القرن العشرين، وحتى العام 1973" حين توفي، على قول دوبريه.

ويفتقر العرض لعملين فنيين بارزين هما "غيرنيكا" و"آنسات أفينيون"، فالأولى موجودة في متحف الملكة صوفيا الوطني بمدريد والثانية في متحف الفن الحديث بنيويورك.

وفي قسم بعنوان "مختبر"، تُعرض أعمال نحتية لبيكاسو استخدم فيها الفنان الكرتون أو المعدن أو الخشب أو علب السجائر، بالإضافة إلى عدد من رسوماته ولوحاته.

حرب

ولم يتوقف بيكاسو الذي يُعدّ مبتكر التكعيبية وممثل السريالية ورساما رمزيا ملتزما، عن اعتماد التجديد إذ ابتكر مدى حياته أشكالاً وطرقاً جديدة لتمثيل الحياة الواقعية.

وكان يقول على ما تنقل عنه دوبريه إنّ "الرسم أقوى مني، ويجعلني أفعل ما يريد".

ويشكل وجود لوحات لهنري ماتيس وبول سيزان ومنحوتات لفنانين مجهولين من إفريقيا أو أوقيانوسيا يملكها بيكاسو، مؤشراً إلى حوار مستمر حافظ عليه بيكاسو مع فنانين آخرين.

وتؤكد دوبريه أن النصوص التي تضع الأعمال في سياقها توفر "نظرة متجددة عن بيكاسو، في مقاربة ثقافية أكثر من كونها متخصصة".

ويظهر التسلسل الزمني في الطبقة الثالثة التي خُصصت مثلاً للحرب ووضع الفنان خلال الاحتلال.

وخُصصت غرفة لمنحوتة "الرجل والخروف" التي استحالت رمزاً للمقاومة، وتتناول موقف بيكاسو من معرض أرنو بريكر، وهو النحات الرسمي للسلطات الألمانية النازية. وتقول دوبريه "غادر محطّماً وترجم التراث الكلاسيكي من خلال هذا العمل النحتي، رافضاً تركه للفاشيين".

ومن المقرر افتتاح مركز أبحاث مخصص لبيكاسو قرب المتحف في الخريف.

ويضم أرشيف المتحف نحو مئتي ألف عمل فني. وفي الاستوديو الخاص به، احتفظ بيكاسو الذي امتدت مسيرته نحو 80 عاما، بعدد كبير من لوحاته البالغ عددها 2000، وأكثر من 11 ألف رسم وآلاف المنحوتات وأعمال السيراميك والنقوش. وتشكل هذه الأعمال التي دخل جزء كبير منها المجموعة عام 1979، ركيزة المتحف الذي افتُتح سنة 1985.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي