الأمم المتحدة تحذّر من وضع غذائي "كارثي" لنصف سكان غزة ومن مجاعة "وشيكة"  

أ ف ب-الامة برس
2024-03-18

 

 

صورة مؤرخة في 18 آذار/مارس 2024 لفلسطينيين هاربين من مناطق يحتدم فيها القطاع في قطاع غزة (ا ف ب)   القدس المحتلة- يعاني نصف سكان غزة من جوع "كارثي" بينما يُتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع "في أي وقت" في الفترة الممتدة حتى أيار/مايو في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك، وفق ما جاء في تقييم أمن غذائي نشرته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة الاثنين18مارسي2024.

وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بيث بيكدول لوكالة فرانس برس إن "وجود 50 في المئة من كامل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة، هو أمر غير مسبوق".

يعادل ذلك حوالى 1,1 مليون فلسطيني يعانون "انعداما كارثيا للأمن الغذائي" بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهو الرقم الأعلى الذي يسجّله التصنيف الذي يعرّف المجاعة على أنها "مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء".

وفي النسخة السابقة من التقرير التي نشرت في كانون الأول/ديسمبر، اعتبر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة أن المجاعة "مرجّحة" بحلول نهاية أيار/مايو في شمال قطاع غزة.

وقال التقرير الذي نشر اليوم "المجاعة وشيكة في المناطق الشمالية ويُتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف آذار/مارس وأيار/مايو 2024" ما لم يتم القيام بشيء للحؤول دون حصولها.

ويعد الوضع في شمال غزة صعبا على وجه الخصوص. وقالت بيدكول في مقابلة مع وكالة فرانس برس "إذا لم يحصل تغيير في عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، ستحدث المجاعة".

وأضافت "قد تكون بدأت في الشمال لكننا لم نتمكن بعد من التحقق من ذلك" بسبب عدم إمكان الوصول إلى المناطق المعنية.

وحذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان من أن معايير التصنيف المرحلي المتكامل لإعلان مجاعة لم تُستَوفَ تقنيا، لكن "سكان غزة يموتون من الجوع".

ويقدّر برنامج الأغذية العالمي أن واحدا من كل ثلاثة أطفال في شمال القطاع يعاني سوء تغذية وأن "سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتزايد بوتيرة قياسية".

- مساعدات ضئيلة -

اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وتؤكد إسرائيل أنّه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أنّ 33 منهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 خطفوا في الهجوم.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل ب"القضاء" على حماس وأطلقت حملة قصف جوي واسعة، أعقبها بعد 20 يوما هجوم بري أتاح لجنودها التقدم من شمال القطاع الفلسطيني إلى جنوبه، وقتل منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 31726 شخصافي قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

والدمار هائل في قطاع غزة، بينما المساعدات الإنسانية تصل بكميات ضئيلة لا تكفي بتاتا حاجات السكان.

وبحسب منظمة أوكسفام غير الحكومية، دخلت 2874 شاحنة إلى القطاع في شباط/فبراير، أي ما يعادل "20 % فقط من المساعدات اليومية" التي كانت تدخله قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي أنه ما زالت هناك "نافذة ضيقة" لمنع المجاعة. وبالتالي، "نحن نحتاج إلى وصول فوري وغير مقيّد إلى الشمال. إذا انتظرنا حتى إعلان المجاعة، سيكون الأوان قد فات وسيموت آلاف آخرون"، وفق سيندي ماكين.

وأشارت بيكدول إلى أن "وقفا إنسانيا فوريا لإطلاق النار" سيتيح "دخول ما يكفي من الغذاء والدواء ومياه الشرب إلى القطاع" لتجنّب مجاعة، لكنّ وقفا للقتال "لا يبدو مرجّحا في الأيام أو الأسابيع المقبلة".

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه من أجل تأمين الحاجات الغذائية الأساسية، يجب إدخال "300 شاحنة على الأقل يوميا" إلى غزة، خصوصا إلى الشمال حيث تمكّنت المنظمة من نقل تسع قوافل مساعدات فقط منذ بداية العام. ووصلت آخر 18 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية مساء الأحد إلى مدينة غزة.

وفي محاولة لتوصيل المزيد من المساعدات، تنفّذ عمليات إنزال جوي لمواد غذائية، وبدأ المجتمع الدولي توصيل إمدادات عن طريق البحر.

لكنّ هذا الممر الإنساني البحري الذي فتح من قبرص، البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والأقرب إلى قطاع غزة بين دول الاتحاد، لا يغيّر الوضع، بحسب بيرث بيكدول التي شدّدت على أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات وتسليمها عن طريق البحر "هي رمزية أكثر من كونها حلا شافيا".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي