"بلاي موبيل" تحلم بتجديد شبابها في ذكرى تأسيسها الخمسين بمساعدة تايلور سويفت

ا ف ب - الأمة برس
2024-03-20

مجسمات لشخصيات "بلاي موبيل" في حدث للشركة في مدينة فرانكفورت الألمانية في الأول من آذار/مارس 2024 (ا ف ب)

تأمل شركة تصنيع الألعاب الألمانية "بلاي موبيل" التي تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها في أن تساعدها النجمة تايلور سويفت على انعاش وضعها في ظل أزمة غير مسبوقة تعانيها المجموعة الشهيرة بمجسمات شخصياتها. 

ويؤكد بهري كيرتر، رئيس العلامة التجارية التي أحدثت ثورة في سوق الألعاب في عام 1974 بشخصياتها البلاستيكية الصغيرة، لوكالة فرانس برس أنّ صنع لعبة "بلاي موبيل" على شكل نجمة البوب الأميركية سيكون "حلماً كبيراً".

ويشير إلى أن اتصالات أجريت في هذا الإطار، كما أُطلقت الأعمال الإبداعية المرتبطة بالموضوع، و"سنرى كيف يتطور الأمر" نحو تعاون من شأنه أن يشكل انقلاباً تسويقياً تحتاج إليه "بلاي موبيل" بشدة، وفق كيرتر.

وتحقق منافستها "ليغو" Lego، الأولى عالمياً في مجال الألعاب مع مبيعات أعلى بعشر مرات، نجاحاً لافتاً على صعيد التراخيص، إذ طرحت في الأسواق ألعاباً مرتبطة بأفلام "حرب النجوم" أو "هاري بوتر" أو بشخصية "باربي".

ويبقى المجسم الأكثر نجاحاً في تاريخ بلاي موبيل هو أكثر الشخصيات وقاراً في المجموعة... الكاهن مارتن لوثر، عرّاب الإصلاح البروتستانتي، والذي بيعت 1,3 مليون نسخة من اللعبة التي تمثله.

وتسعى العلامة التجارية أيضاً إلى عقد مزيد من الاتفاقات مع المتاحف الكبرى، مثل اللوفر، بعد نجاح التعاون مع متحف ريكسميوزيم في أمستردام ووضع 400 ألف مجسّم صغير للرسام فان غوخ، بحسب كيرتر.

ويقرّ كيرتر بأن بلاي موبيل "بدأت متأخرة" في مجال الشراكة المربحة.

شركة عريقة

لكن هذا ليس السبب الوحيد للاضطرابات التي تعيشها الشركة التي تتخذ مقراً لها في ريف مقاطعة بافاريا، في زيرندورف قرب نورمبرغ (جنوب).

ففي هذا الإطار، تشهد المجموعة خطة اجتماعية تؤثر على ما يقرب من 20% من القوى العاملة لديها في جميع أنحاء العالم، أو حوالى 700 وظيفة، نصفها في ألمانيا، على خلفية تدهور المبيعات.

وبحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية، تكبدت شركة بلاي موبيل أول خسارة في تاريخها خلال سنتها المالية السنوية 2022/2023 التي انتهت في آخر آذار/مارس 2023.

وكان لارتفاع أسعار الطاقة والتضخم تأثير سلبي، وكذلك الاضطرابات في سلاسل التوريد التي لم تُحلّ بالكامل منذ جائحة كوفيد.

كما اضطُرت الشركة العائلية "جيوبرا براندستاتر" Geobra Brandstätter، التي تشرف على بلاي موبيل، إلى إعادة تنظيم نفسها بعد وفاة رئيسها هورست براندستاتر في عام 2015، وبفعل اضطرابات داخلية في المجموعة.

عند وصوله على رأس شركة بلاي موبيل في نيسان/أبريل 2023، أخذ بهري كيرتر على عاتقه إعادة الدينامية للعلامة التجارية.

وكان إطلاق المجسمات الصغيرة بمثابة شريان الحياة لشركة تصنيع الألعاب قبل 50 عاماً، بعدما تعرضت "جيوبرا براندستاتر" التي رأت النور في عام 1908، لضرر فادح من أزمة النفط عام 1973.

وبفضل الابتكار الذي أطلقه مصمم القوالب هانز بيك، تمكنت بلاي موبيل من إعادة تقديم نفسها بصورة جديدة، لأن الحجم الصغير للمجسمات يتطلب كمية أقل من البلاستيك، ما يقلل تالياً الكلفة.

وبسرعة كبيرة، حققت النماذج الأصلية الثلاثة من شخصيات بلاي موبيل (الأميركي من السكان الأصليين، والفارس، والعامل) نجاحاً كبيراً. ومع توسّع مجموعتها وضمّها الكثير من الشخصيات والإكسسوارات، تحرص بلاي موبيل دائماً على بساطة المنتجات، ما يترك المجال واسعاً للخيال.

وقد باعت العلامة التجارية ما يقرب من 3,9 مليارات مجسّم لشخصياتها خلال نصف قرن، لكنها باتت أقل حضوراً من ذي قبل في غرف الأطفال.

سوق الكبار

وتهتز سوق الألعاب بسبب "ظهور العوالم الافتراضية والألعاب الكثيرة التي يمكن للأطفال لعبها على أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية" منذ سن مبكرة للغاية، على ما يشير هارالد لانغه، الأستاذ المتخصص في الألعاب التعليمية بجامعة فورتسبورغ (جنوب).

وفقدت شركة بلاي موبيل "ثلث مبيعاتها بين الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات على مدى السنوات الثماني الماضية"، على ما يوضح رئيسها.

من ناحية أخرى، يقدّم البالغون الذين يعيشون حنينا للطفولة منفذاً جديداً للعلامة التجارية التي تصنّع لهم مجسمات على شكل مشاهير ورياضيين.

ومن هؤلاء، بات لدى بيتر بيشوفر، وهو بافاري يبلغ 57 عاماً وأصبح من هواة الجمع المتحمسين لمجسمات بلاي موبيل في الأربعينات من عمره، المئات من القطع المصنوعة من الشركة في المنزل، مع تفضيل واضح للنماذج القديمة.

ويوضح بيشوفر لوكالة فرانس برس أن هذه الهواية تعيد إليه "ذكريات الطفولة"، حين لم تكن المجسمات "متقنة" كما هي اليوم.

وفي عالم الألعاب، "تلعب الاستدامة وأصل المنتج أيضاً دوراً متزايد الأهمية"، على ما تقول كاساندرا بولز، الخبيرة في القطاع في شركة أبحاث السوق "اي اف اتش كولونيا".

ويقول بهري كيرتر إن "مجموعة المجسمات الصغيرة تعتمد بنسبة 90% على مواد خام نباتية"، و"هذه ليست إلا البداية".

وتؤكد شركة بلاي موبيل أنها تصنع منتجاتها في أوروبا - تحديداً في ألمانيا وإسبانيا وتشيكيا ومالطا.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي