خلاف أميركي إسرائيلي بشأن عملية عسكرية برية في رفح

ا ف ب - الأمة برس
2024-03-23

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لدى وصوله إلى تل أبيب قادما من القاهرة في 22 آذار/مارس 2024 (ا ف ب)

تل أبيب - أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة 22-3-2024 عن رأيين متناقضين بشأن هجوم بري إسرائيلي كبير في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة مع تحذير واشنطن من أنه سيفاقم عزلة حليفتها.

وقد رتب بلينكن لمزيد من المحادثات مع الإسرائيليين الأسبوع المقبل في واشنطن. 

خلال لقاء استمر حوالى أربعين دقيقة في تل أبيب، أبلغه رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه يعتزم تنفيذ هجوم في رفح، "آخر معقل لحماس" وفقا له، حتى من دون دعم الولايات المتحدة للخطوة.

وقال نتانياهو إثر لقائه بلينكن "لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس بدون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقية هناك"، مضيفا "أخبرته أنني آمل أن أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك بمفردنا".

بالإضافة إلى التشديد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني المحاصر الذي دمرته الحرب، أعرب بلينكن عن المعارضة الأميركية لهذه العملية البرية خلال مناقشة وصفت بـ"الصريحة".

وقال بلينكن للصحافة على مدرج المطار قبل مغادرته "نشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل".

لكن "عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحل الأمثل لتحقيق ذلك. فهي تهدد بقتل مزيد من المدنيين... وتهدد بعزل إسرائيل في شكل أكبر حول العالم، وتعرض أمنها على المدى البعيد للخطر"، وفق المسؤول الأميركي. 

فيتو "خبيث"

في مدينة رفح الكبيرة، يوجد حوالى 1,5 مليون شخص، وفقا للأمم المتحدة، غالبيتهم العظمى نزحوا بسبب الحرب التي اندلعت إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.

وبعد إعلان الدعم الثابت لإسرائيل في الأشهر الأولى للحرب، صارت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن الدولة العبرية قادرة على تنفيذ عمليات محددة الهدف بدلا من شن هجوم بري واسع النطاق على رفح في ظل الوضع الإنساني "المروع" في القطاع الفلسطيني.

وقدمت واشنطن، الحليف التاريخي لإسرائيل، الجمعة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يشير إلى "الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستديم لإطلاق النار (...) يتصل بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين" الذين احتجزوا خلال هجوم حماس ونقلوا إلى غزة.

وقال بلينكن في هذا الصدد إن "مشروع القرار الذي حظي بدعم قوي للغاية، ولكنه شهد بعد ذلك لجوء روسيا والصين الى الفيتو في شكل خبيث، أعتقد أننا كنا نحاول أن نظهر للمجتمع الدولي شعورا بأن من الملح التوصل إلى وقف لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن، وهو أمر كان ينبغي على الجميع، بما في ذلك الدولتان اللتان استخدمتا حق النقض، أن يدعموه". 

زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل جاءت في إطار جولته الإقليمية السادسة منذ بداية الحرب.

والتقى أنتوني بلينكن خلالها أيضا الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر الخميس، وقبل ذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في السعودية.

في القاهرة، شارك المسؤول الأميركي في اجتماع وزاري مع خمس دول عربية (الأردن ومصر وقطر والإمارات والسعودية) خصص إلى حد كبير للفترة التي تلي انتهاء الحرب.

وسعى بلينكن خلال تنقلاته المتعددة إلى تعبئة الدول العربية من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وإدارته، حاملا أيضا رؤية للتكامل الإقليمي لإسرائيل من خلال تطبيع علاقاتها مع السعودية وإنشاء "هندسة إقليمية" جديدة.  








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي