إرث حرب كوسوفو مخلّد في أسماء سكانه  

أ ف ب-الامة برس
2024-03-24

 

 

صورة مؤرخة في 22 آذار/مارس 2024 تظهر صورة كبيرة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في بريشتينا (أ ف ب)   يبدو امتنان كوسوفو للتدخل العسكري الغربي الذي دفع بالحكومة الصربية إلى الخروج من الإقليم الانفصالي واضحا، مع انتشار تماثيل وأعلام أميركية فيه وإطلاق أسماء رؤساء أميركيين على بعض شوارعه. لكن بعض العائلات ذهبت إلى أبعد من ذلك وسمّت أطفالها تيمّنا بزعماء دعموا تدخل حلف شمال الأطلسي قبل 25 عاما.

وقال كلينتون غاشي وهو طالب يبلغ 24 عاما في معهد الدفاع في كوسوفو سمّي تيمّنا بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، "إنه شرف كبير أن أحمل هذا الاسم. أنا فخور به".

وأوضح أن الاسم كان "عربون امتنان لما فعله كلينتون والشعب الأميركي من أجلنا خلال الحرب".

في 24 آذار/مارس 1999، أطلق حلف شمال الأطلسي حملة جوية بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف صربية لإنهاء الحرب في كوسوفو. انتهى التدخل العسكري في حزيران/يونيو بانسحاب القوات الصربية من كوسوفو منهيا الصراع الذي خلف أكثر من 13 ألف قتيل، معظمهم من ألبان كوسوفو.

وأصبح إقليم كوسوفو الذي كان حتى ذلك الحين مقاطعة صربية، تحت حماية أميركية قبل إعلان استقلاله في العام 2008.

ونظرا إلى تاريخ كوسوفو المضطرب الذي تهيمن عليه التوترات مع صربيا، لا تزال قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي متمركزة في الإقليم.

- "تاريخ صعب" -

يزور سياسيون ودبلوماسيون غربيون كوسوفو بشكل منتظم فيما يأمل كثر منهم بالتوسط في تسوية مستدامة بين صربيا وحكومة بريشتينا يمكن أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.

وخلال إحدى تلك الزيارات، تمكن تونيبلير داجاكو من رؤية رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي يحمل اسمه.

وقال الشاب البالغ 20 عاما "نحن بلد صغير مع موارد مالية ضئيلة. لا يمكننا رد الجميل لحلفائنا إلا من خلال تسمية أطفالنا بأسماء قادتهم. هذا أقصى ما يمكننا فعله. لكن ذلك قليل جدا".

ما زالت المشاعر المؤيدة للغرب منتشرة على نطاق واسع في كوسوفو حيث تبقى التطلعات للانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي معقدة بسبب عدم الاعتراف الرسمي بحكومة بريشتينا من جانب العديد من أعضاء حلف شمال الأطلسي والكتلة الأوروبية.

وقال المؤرخ والدبلوماسي سيل أوكشيني لوكالة فرانس برس "من المؤكد أنه لولا تدخل حلف شمال الأطلسي، لما كان أحد منا موجودا لإجراء هذه المقابلة اليوم، ولما كانت كوسوفو مستقلة".

من جهته، قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي إن شهر آذار/مارس يحظى بمكانة خاصة لدى العديد من ألبان كوسوفو.

وتحلّ الذكرى السنوية للحرب هذا العام في ظل استمرار التوترات مع بلغراد على خلفية حظر استخدام الدينار الصربي في وقت سابق من العام.

معظم سكان كوسوفو ألبان، لكن في المناطق الشمالية من الإقليم قرب الحدود مع صربيا، ما زال الصرب يشكلون الأغلبية في العديد من البلديات.

ورغم مستقبل كوسوفو غير الواضح، فإنّ كثرا في سكانها ليس لديهم أدنى شك في أن تدخل حلف شمال الأطلسي كان لحظة حاسمة في ماضيهم العنيف.

وقال غاشي "لكان التاريخ صعبا جدا بالنسبة إلينا كأمة، لكن أيضا بالنسبة إلى العالم بأسره، لو أن الغرب بقي متفرّجا دون الرد على الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب".

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي