حداد وطني في روسيا بعد الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو  

أ ف ب-الامة برس
2024-03-24

 

 

   صورة مؤرخة في 23 آذار/مارس 2024 لامرأة أمام نصب تذكاري في موقه الهجوم على صالة كروكوس سيتي هول في ضاحية موسكو (أ ف ب)   موسكو- تعيش روسيا الأحد 24مارس2024، يوم حداد وطني بعد المجزرة التي وقعت في قاعة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو، في هجوم هو الأكثر حصداً للأرواح في البلاد منذ حوالى عقدين والأكثر فتكاً في أوروبا وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

لكن السلطات لم تشر إلى مسؤولية هذه الجماعة، متحدثة بالمقابل عن تورط أوكراني.

وأعلن المحقّقون ارتفاع حصيلة القتلى إلى 137 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، بعدما كانت 133 قتيلاً السبت، فيما يتواصل البحث عن ضحايا بين أنقاض المبنى الذي يضمّ صالة للحفلات الموسيقية.

ولم يدلِ الرئيس فلاديمير بوتين بأي تصريح جديد الأحد، بعدما كان قد تحدّث السبت، إلّا أنّه أضاء شمعة في كنيسة صغيرة في مقرّ إقامته بالقرب من موسكو، حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسمه.

في هذه الأثناء، عثر المحقّقون على حوالى 500 رصاصة وبندقيّتين من طراز كلاشنيكوف، قالوا إنّها تعود الى "المهاجمين".

كذلك، نشرت لجنة التحقيق مقطع فيديو يظهر عناصر ملثمين يرتدون زياً عسكرياً وهم ينقلون المشتبه بهم الأربعة إلى مقرّ اللجنة، بعدما قبض عليهم في اليوم السابق. وتمّ عصب أعيُنهم وإجبارهم على المشي وهم منحنون وأيديهم مقيّدة خلف ظهورهم.

وسيطلب المحقّقون "قريباً" من المحكمة وضع المشتبه بهم في الحبس الاحتياطي.

ولم يتمّ الكشف عن مصير السبعة الآخرين الذين أُعلن القبض عليهم السبت، كما لم يتم تحديد دورهم المفترض في الهجوم.

ولم تشر لجنة التحقيق الى التبني الذي أصدره تنظيم الدولة الإسلامية في اليوم السابق.

كما أنّها لم تذكر أوكرانيا الأحد، بعدما كان بوتين وأجهزته الخاصة قد أشاروا إلى صلة لها بالهجوم.

- الهجوم الأكثر فتكاً -

هذا الهجوم الأكثر حصداً للأرواح الذي تشهده روسيا منذ حوالى عشرين عاماً، كما أنّه الأكثر فتكاً الذي يتبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا.

ونفّذ تنظيم الدولة الإسلامية الذي تحاربه روسيا في سوريا والذي ينشط أيضا في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.

وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الأحد، إنّ تنظيم الدولة الإسلامية "هو المسؤول الوحيد عن هذا الهجوم. أوكرانيا غير ضالعة على الإطلاق".

كذلك، شكك وزير المال البريطاني جيريمي هانت في رواية بوتين، قائلاً إنه "ليس لديه ثقة كبيرة" بما قالته الحكومة الروسية.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الروسي بالسعي إلى "إلقاء اللوم" على بلاده.

وقبل أيام من الهجوم، وصف الرئيس الروسي التحذيرات الأميركية بشأن هجوم يجري الإعداد له في روسيا بأنها "استفزازية".

نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها تنظيم الدولة الإسلاميّة، مقطع فيديو صوّره على ما يبدو مُنفّذو الهجوم، وفق ما أفاد موقع "سايت" المتخصّص في رصد المواقع الجهاديّة.

ويُظهر الفيديو البالغة مدّته دقيقة و31 ثانية عددا من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوّشة، وهم يحملون بنادق هجوميّة وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول" في كراسنوغورسك في شمال غرب العاصمة الروسية.

وبينما كان المهاجمون يُطلقون رشقات ناريّة عدة، شوهِد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية. وظهر الفيديو على حساب في تلغرام قال موقع "سايت" إنه يعود إلى وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

- "غابت البهجة" -

في شوارع موسكو، لا يعتقد البعض في تورط أوكرانيا التي هاجمها الجيش الروسي في شباط/فبراير 2022.

قال فوميك علييف، وهو طالب في كلية الطب يبلغ 22 عاماً "أعتقد أن إسلاميين متطرفين من تنظيم الدولة الاسلامية يقفون وراء هذا العمل الإرهابي. أوكرانيا ترتكب أيضاً أعمالاً إرهابية ولكن هذا يماثل أكثر ما يفعله الإسلاميون. لا أصدق رواية تورط أوكرانيا".

من جهته، رأى فاليري تشيرنوف (52 عاماً) أن مشاركة أوكرانيا والغرب في الهجوم أمر ذو مصداقية.

وتساءل "من يقف وراء (المهاجمين)؟ أعداء روسيا وبوتين لزعزعة استقرار السلطة، انه أمر ممكن عملياً، أن تكون أوكرانيا والغرب" قد استخدما تنظيم الدولة الاسلامية.

وذكرت وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين أن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان. وأوضحت سلطات طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى أنها "لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية بشأن المعلومات الكاذبة المتداولة حاليا حول ضلوع مواطنين" من طاجيكستان في الهجوم.

وقال رئيس طاجيكستان إمام علي رحمون لبوتين الأحد إن "الإرهابيين ليس لديهم جنسية". وأعلن الكرملين أن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين سوف "يتعزز".

في هذه الأثناء، عم حداد وطني العاصمة الروسية حيث تمّ تنكيس الأعلام وإغلاق العديد من أماكن الترفيه. وتعهّدت المطاعم التبرع بعائداتها اليومية للمتضرّرين.

وقالت فالنتينا كارنينا (73 عاما) التي تزور موسكو آتية من سيبيريا لوكالة فرانس برس "لم يعد الناس يبتسمون هنا، غابت البهجة".

وقالت المتقاعدة "اتصلت بي ابنتي لتطلب مني عدم الخروج" خوفاً من هجوم آخر، لكنها مع ذلك ذهبت لإضاءة شمعة في كنيسة مجاورة للساحة الحمراء، فيما أغلقت الساحة الشهيرة أمام الجمهور.

 

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي