نقص المواد الغذائية هاجس يلازم الكوبيين يوميا  

أ ف ب-الامة برس
2024-03-30

 

 

صورة مؤرخة في 27 آذار/مارس 2024 لديانا رويس في منزلها في هافانا (أ ف ب)   هافانا- تدور فكرة واحدة طوال اليوم في ذهن ديانا رويس تتمثل بكيفية إطعام ابنها البالغ 6 سنوات، وهي معضلة تواجهها الأسر الكوبية في الجزيرة التي تعاني انقطاع التيار الكهربائي ونقص المواد الغذائية.

تقول رويس لوكالة فرانس برس من منزلها في منطقة نويفو فيدادو في العاصمة الكوبية هافانا والذي يعيش فيه أيضا والدها الأعمى "أول شيء أفكّر فيه عندما أنهض من السرير هو ماذا سأطعم ابني؟ وعندما أذهب إلى السرير، أفكر في ما يمكن أن أقدم له وجبة خفيفة أو وجبة فطور؟".

تتنقّل رويس (31 عاما) وهي حامل في شهرها الرابع، في المساحة الضيقة بين خزانة المطبخ التي تضع فيها بعض الأرز والخبز، وثلاجة تحتوي على المزيد من الأرز ووعاء فيه حفنة من اللحم المطهو وزجاجات ماء وعصير.

وتضيف "هذا كل ما لدي".

في 17 آذار/مارس، دفع نقص في الغذاء وانقطاع في التيار الكهربائي مئات الأشخاص إلى التظاهر في أربع مدن كوبية على الأقل، وهي أكبر احتجاجات منذ المسيرات التاريخية المناهضة للحكومة في 11 تموز/يوليو 2021.

بدأت التظاهرات أولا في سانتياغو دي كوبا، ثاني كبرى مدن الجزيرة والتي شهدت انقطاعا في التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 13 ساعة يوميا، وكان الكثير من المتظاهرين نساء.

وبعد أيام، أعلن الرئيس ميغيل دياز كانيل أن الاضطرابات كانت بسبب "تراكم فترات انقطاع التيار الكهربائي الطويلة التي أزعجت السكان".

وأضاف أن نقص المواد الغذائية يعود إلى "خلل في توزيع سلة المواد الغذائية الأساسية في الوقت المناسب".

وهذا الأسبوع، أفادت مجموعة منظمة "Justicia 11J" الحقوقية أنها أحصت 17 عملية توقيف على صلة بالاحتجاجات، فيما قالت منظمة "Prisoners Defenders" المدافعة عن السجناء ومقرها إسبانيا لوكالة فرانس برس إنها وثقت توقيف 38 شخصا، أطلق سراح ستة منهم.

- نداءات للأمم المتحدة -

في العام 2023، قالت السلطات إن نقص العملة الأجنبية حال دون استيراد الواردات اللازمة لتوفير حصص مواد غذائية أساسية بأسعار مدعومة لسكان الجزيرة البالغ عددهم 11 مليونا.

في غضون ذلك، أظهرت أرقام رسمية أن الانتاج الزراعي تراجع 35 في المئة بين عامَي 2019 و2023.

وفي شباط/فبراير، طلبت كوبا للمرة الأولى دعما من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لضمان إمدادات الحليب للأطفال، بعدما أعلنت أنها لن تكون قادرة على استكمال الحصص الغذائية لذلك الشهر.

وفي بداية العام، واجهت السلطات أيضا صعوبات في توصيل الخبز بسبب تأخيرات في شحنات القمح من الخارج وتعطل أربعة من المطاحن الخمس في البلاد.

ورغم أن العاصمة لا تعاني انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة كما هي الحال في سائر أنحاء الجزيرة، فإن الطعام يصل إلى كثر من سكانها بكميات قليلة.

تقول أراسيلي هيرنانديس (73 عاما) وهي من سكان باكوراناو الواقعة في ضاحية هافانا "تصل (المواد الغذائية) بكميات صغيرة وبشكل متقطع".

وتضيف هيرنانديس أنها تتلقى معاشا تقاعديا يبلغ 1500 بيزو (12,50 دولارا بسعر الصرف الرسمي) وأن كمية صغيرة من الدجاج تكلفها 3000 بيزو خارج نظام الحصص التموينية.

- "انهيار الميثاق الاجتماعي" -

منذ العام 2021، تقدّم المتاجر الخاصة أيضا الحليب والخبز والدجاج وغيرها من الأساسيات لكن بأسعار بعيدة عن متناول أصحاب الأجور المتوسطة.

وتشهد الجزيرة التي تعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثة عقود، دوامة تضخمية.

في العام 2021، ارتفعت الأسعار بنسبة 70 في المئة، تلتها زيادتان نسبتهما 39 و30 في المئة في العامين التاليين، في سابقة لم تشاهد في الجزيرة منذ أكثر من ستة عقود من الحكم الشيوعي فيها.

ويرى أرتورو لوبيز-ليفي، الباحث المشارك في كلية الدراسات الدولية في جامعة دنفر، أن الحظر الأميركي يعيق كل الجهود التي تبذلها كوبا.

لكن "الحكومة الكوبية اختارت نظاما معاديا جدا لبنية السوق... هذا النموذج في أزمة".

ويضيف الباحث أن الحكومة "تحاول الوعظ في أخلاقيات المساواة التي لا تستطيع المحافظة عليها".

ويوضح "ماذا وراء الاحتجاجات؟ في الأساس، النقص (في الأساسيات) وانهيار الميثاق الاجتماعي" بين المواطنين والحكومة الشيوعية.

في العقود الأولى من الثورة، كانت تسود في كوبا ظروف معيشية أفضل بفضل الدعم القوي من الاتحاد السوفياتي، وفقا له، لكن ذلك لا يمكن أن يستمر.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي