لقادة إسرائيل: استغلوا تفوقنا الاستراتيجي لإنهاء حرب الاستنزاف مع "حزب الله"

2024-03-31

هدف إسرائيل هو خلق واقع جديد في الجليل يتيح عودة السكان أو معظمهم على الأقل (أ ف ب)ما دام القتال مستمراً في غزة، حتى لو أوقفنا النار أو صعدنا القتال، فلن يوقف حزب الله حرب استنزافه ضدنا. إذا صعدنا بتقنين، سيصعدون بتقنين. إذا صعدنا إلى حرب كاملة، سيصعدون بما يتناسب مع ذلك. في هذه اللحظة، يفضل الطرفان الامتناع عن حرب شاملة. مع ذلك، لأسباب داخلية في لبنان ونتيجة لـ “مشورة” إيرانية، يلوح مؤخراً أنهم يخشون من حرب شاملة حتى أكثر منا. هذا تفوق استراتيجي بدأت إسرائيل مؤخراً تستغله. صحيح أن الطرفين يحافظان على إطار التفاهمات المتبادلة التي تقيد المواجهة، لكن إسرائيل هي التي تصعد بتقنين وحزب الله يرد. الهجمات الأخيرة على منشآت عسكرية لحزب الله في البقاع اللبناني وبعلبك، على مسافة أكثر من 100 كيلومتر عن الحدود، تعبير عن التصعيد الإسرائيلي. حرب الاستنزاف قاسية لإسرائيل، لكنها تفرض علينا، لذا لا مفر غير محاولة استغلالها لصالحنا قدر الإمكان، وبالإمكان.

هدف إسرائيل هو خلق واقع جديد في الجليل يتيح عودة السكان أو معظمهم على الأقل. إذا لم تكن إمكانية لهزيمة وسحق حزب الله في حرب شاملة، ويبدو أن مثل هذه الإمكانية ليست عملية اليوم، فالنهاية التي قد تتعايش معها إسرائيل هي تطبيق جزئي لقرار مجلس الأمن 1701 من العام 2006، الذي يلزم حزب الله بالانسحاب إلى شمال الليطاني وتجريده من السلاح. حرب الاستنزاف تخلق لإسرائيل فرصة لفرض قسم آخر من القرار على حزب الله: الانسحاب إلى ما وراء الليطاني أو على الأقل إلى 15 كيلومتراً وراء مدى نار مضادات الدروع. ليس في هذا أمن، لكن يجب بذل كل جهد.

رغم الخسائر والدمار على الحدود وإخلاء السكان، فلإسرائيل تفوق عسكري واضح على حزب الله. حتى بدون اجتياح بري، فهناك سلاح الجو والمدرعات والمدفعية وإمكانية ملاحقة مسلحي حزب الله شمالاً وتدمير كل أو معظم مواقعه حتى الليطاني فأكثر. هكذا ينبغي أن تنتهي حرب الاستنزاف. يجب الوصول إلى توافق مع الولايات المتحدة وفرنسا، ومع ألمانيا وبريطانيا (موافقة رئيس حكومة لبنان موجودة) على أن يكون حزب الله ملزماً بالانسحاب إلى مسافة متفق عليها، ويستولي الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل الدولية على المواقع على الحدود. هل يوافق حزب الله على ذلك؟ يبدو أن نعم. وإيران قد تسلم بذلك أيضاً. في 2006 وافقوا على الانسحاب لخوفهم من مواصلة المواجهة. سيكون أملهم أن يتمكن مقاتلو “الرضوان” بعد بضعة أشهر من تنفيذ الاتفاق من التسلل إلى قرى الجنوب (ولمعظمهم عائلات هناك) وإقامة بناهم التحتية العسكرية من جديد. لن تتجرأ إسرائيل، على حد فهمهم، على المخاطرة بحرب بسبب بضعة مسلحين ومواقع. هنا تتداخل خطوة إسرائيلية أخرى من الواجب تحقيقها الآن. علينا أن نصل إلى توافق مع القوى الغربية العظمى بأن لإسرائيل حقاً كاملاً بالهجوم في أي وقت وعلى كل هدف لحزب الله فيه خرق للتفاهمات. بمعنى الإبقاء على المنطقة المتفق عليها “نظيفة” من كل وجود لحزب الله.

لكي يعود سكان الجليل، على حكومة إسرائيل أن تعلن عن التزامين تأخذهما على عاتقها: الأول، تعزيز دائم لقوات الجيش الإسرائيلي على الحدود. ثانياً، تدمير كل موقع ومقاتل لحزب الله ينكشف في المجال المتفق عليه في جنوب لبنان. نأمل بأن أي رئيس وزراء يخون هذا الالتزام ينحّى فوراً، والحديث يدور هنا عن الساحة السياسية الإسرائيلية، وليس عن حزب الله وإيران أو القوى العظمى الغربية.

 

البروفيسور أماتسيا برعم

 معاريف 31/3/2024

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي