تبقى مخزنة في ذاكرته.. كيف تجعل صدمة الطفل في طفولته أداةً لعلاجه؟

الامة برس
2024-04-04

تبقى مخزنة في ذاكرته.. كيف تجعل صدمة الطفل في طفولته أداةً لعلاجه؟ (الجميلة)

التحرر من صدمات الماضي شرط لاستعادة الأمان العاطفي. وعلى عكس ما يُظن، يحمل الأطفال الصغار ذكريات دقيقة عن تجاربهم. لكن، بما أنه يستحيل تذكر كل شيء، يكتفون بالاحتفاظ بصور عما أثار لديهم انطباعاً عميقاً. وفقا لموقع الاسرة

وفي هذا الكتاب «همس الصدمات»، يحكي لنا الباحث الشهير د. بوريس سيرولنيك، عن ضجيج الصدمات الذي يتحول إلى همس، أو صدى، يظل يتردد من الطفولة حتى سنّ الرّشد، وفي سياق العلاقات العاطفية والاجتماعية التي ينسجها المرء في حياته.

فبالنسبة إلى الطفل الباريسي، على سبيل المثال، البالغ من العمر ثلاث سنوات، لن يحتفظ بأي ذكرى عن الحرب في أفغانستان، أو عن انتصار فريق كرة القدم الوطني في المباريات العالمية، بل ستشكل العادات التي تسبق النوم، أو زيارة جدّته في يوم العطلة، عنصراً مثبتاً لعالمه الذهني، ما يجعله ينتظر تكرار هذه العادات. لكن في حال شكّل انتصار الفريق الوطني عاملاً مزعزعاً لتلك العادات اليومية الراسخة، كسر لمرة أو أكثر تكرارها الرتيب، فإن هذا سيعطيه إحساساً بالحدث، أي أن الانفعال هو الذي سيسمح بخلق الذكرى.

تعتبر ذاكرة الأطفال في سنّ الثالثة على درجة التنظيم ذاتها التي تتمتع بها ذاكرة الأطفال بين سنّ العاشرة، والثانية عشرة، مع فرق بين العادات الروتينية، والأحداث البارزة. فالطفل في الثامنة يروي، بدقة، ذكرى رحلته الأولى في الطائرة، حين كان في الثالثة من العمر، شرط أن يكون أهله جعلوا منها انفعالاً محفِّزاً. وحتى أن طفلاً في الثانية من العمر، يمكنه أن يتعرف إلى لعبة قام بها قبل عام، وأثارت ضحكاً شديداً من حوله.

وينسى الكبار كم أن ذاكرة الطفولة لديهم تتمتع بالموثوقية، بالطبع هي تتحوّل إلى صور مع الزمن، وبالأخص مع المراجعات، ويزول عنها الطابع العاطفي، فنحن نتذكر صورة الحدث كحكاية يتم تمثيلها بصمت، وننسى شيئاً فشيئاً الانفعال الذي رافقها، علماً بأن الانفعال ذاته هو الذي جعل منها ذكرى.

يتعرض الأطفال الذين يصابون بالصدمات قبل أن يتمكنوا من الكلام، أو الذين تُساء معاملتهم، أو يهجرهم أهلهم، لاضطراب في انفعالاتهم، فهم ينتفضون، مثلاً، عند سماع أقل ضجة، ويعبّرون عن هلعهم عند أي انفصال، ويخافون أمام أي جديد، ويسعون إلى تجميد أحاسيسهم حتى يشعروا بمعاناة أقل. فالتعديلات الدماغية التي تسببت بها الصدمة تحول دون السيطرة على الانفعالات، وتجعل الطفل عرضة للتشوُّش السريع.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي