وول ستريت جورنال: بوادر خلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية في غزة  

2024-04-08

 

يعود التوتر بين الحركتين إلى عام 2007 عندما سيطرت حماس بالقوة على غزة وطردت فتح منها و ذلك بعد عام من بعد فوز حماس بالإنتخابات في القطاع (أ ف ب)نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده عمر عبد الباقي وفاطمة عبد الكريم وبينويه فوكون أشاروا للتنافس بين  السلطة الوطنية الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية وحركة حماس في غزة.

وقالت الصحيفة إن هناك إشارات عن نزاع أهلي يتشكل بين حماس ومنافسيها الفلسطينيين مما يثير أسئلة حول وضع غزة بعد الحرب ومن سيديرها.

وجاء في التقرير أن حماس اعتقلت الشهر الماضي عددا من مسؤولي السلطة في غزة وحاولت منع قافلة مساعدات أشرف عليها فريق تابع للسلطة واتهمتهم بالتعامل مع إسرائيل. وقالت حماس إنها ستزيد من عمليات اعتقال المرتبطين بالسلطة الوطنية في غزة.

وفي الأسبوع الماضي أصدرت فتح، الحزب الذي يسيطر على السلطة الوطنية بيانا شديدا اللهجة ونادرا ضد إيران، الداعمة المهمة لحماس. وجاء في البيان إنها ترفض محاولات إيران إملاء ما يجري في المنطقة، في وقت انتقدت فيه التأثير الزاحف لقوى أجنبية أخرى وتدخلها في الشؤون الفلسطينية. وتعلق الصحيفة أن الخلاف هو علامة عن العداء المستحكم بين فتح وحماس، مما سيعقد محاولات إنشاء إدارة في غزة بعد نهاية العمليات العسكرية الإسرائيلية.

ويعود التوتر بين الحركتين إلى عام 2007 عندما سيطرت حماس بالقوة على غزة وطردت فتح منها و ذلك بعد عام من بعد فوز حماس بالإنتخابات في القطاع. وقد توسع الخلاف بين الطرفين ومنذ ذلك الوقت.

وتعلق الصحيفة أن الخلاف يتعمق على ما يبدو. وفي ظل الحرب الحالية، دفعت الولايات المتحدة وقوى غربية باتجاه منح السلطة الوطنية دورا في إدارة شؤون القطاع، بشرط تجديدها وإعادة تأهيلها. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يرفض وبقوة الدولة الفلسطينية  وقلق من عودة السلطة الوطنية إلى غزة، مع أن مسؤولين إسرائيليين بارزين لم يستبعدوا فكرة العمل بطريقة أو بأخرى مع السلطة في رام الله أو عناصر في فتح.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله ” الفهم العام هو أننا بطريقة أو بأخرى سنعمل مع  أشخاص مرتبطين بالسلطة الفلسطينية”، مضيفا أن “هذا لا يعني أن السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي ستكون السلطة التي تحكم غزة”.

ومن جهتها، زادت حماس من جهودها للحد من دور السلطة وتقييد منفذها الى القطاع الضيق.

وقال وزير الداخلية في حكومة حماس لقناة الأقصى إن الشرطة اعتقلت في 30 آذار/مارس ستة أشخاص من “قوة مشبوهة” تديرها المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية ودخلت إلى غزة مع الهلال الأحمر المصري.

ووفقه فالمجموعة نسقت مع إسرائيل وان الوزارة ستحاول القبض على المزيد من المتورطين مع المجموعة. كما اتهمت حماس عناصر المخابرات الفلسطينية بالتآمر لزرع الفوضى والإنقسام في غزة. وجاء في بيان لحماس “ندعو القيادة في فتح والسلطة [ الفلسطينية]  في رام الله الوقوف مع الجانب الوطني..العدو الصهيوني أمامكم، قاتلوه بدلا من حربكم المدمرة ضد غزة وشعبها”.

وقال مسؤول في السلطة الفلسطينية إن خمسة من معتقلي السلطة والذين احتجزتهم حماس في غزة لا يزالون رهن الإعتقال. وقتل مسؤولان في السلطة الوطنية بغزة، لكن لا يعرف من قتلهما، حماس  أم إسرائيل، حسبما قال المسؤول. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق وكذا حماس. وقال المتحدث باسم فتح في غزة منذر الحايك إن حماس تحاول منع أي سيطرة خارجية داخل أراضيها ” وهم يركزون على السلطة الفلسطينية ويتهمونهل بالقوة الخارجية”.

وقال مسؤول أمريكي إن حكومته مطلعة على المواجهات بين حماس والسلطة الوطنية  وأن “سلطة فلسطينية متجددة ضرورية لتحقيق نتائج للشعب الفلسطيني وبناء الظروف للإستقرار لكل من الضفة الغربية وغزة”، وأضاف “هناك حاجة لمزيد من العمل حتى تتحقق الرؤية ولكننا ملتزمون بدعم الخطوات حتى نصل إلى هناك”. وقالت السلطة الوطنية إن  مبادرات توزيع المساعدات تنسق مع الهلال الأحمر المصري ويقصد منها  زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال الهلال الأحمر المصري إنه يقوم بإيصال المساعدات وليس السياسة.

وأكد مسؤول من السلطة وجود عناصر مخابرات في غزة وأن  بعضهم يساعد على تنسيق  المساعدات وتوزيعها وأنهم غير مسلحين. ورفض تأكيدات حماس بأن مسؤولي السلطة الفلسطينية جاءوا من الخارج.

 وقال: “هذه قافلة مصرية وتم تنسيقها مع بقية القوافل، صحيح أن المصريين نسقوا مع الإسرائيليين، لكن مهمتنا هي محاولة تنسيق وتسليم بعض الدعم من السلطة الفلسطينية لأهلنا” و “هذا شيء من المفترض على الجميع الترحيب به لا مهاجمته”.

 وقال مسؤول بارز في الأمم المتحدة أن المؤسسة تحاول الحذر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لكن يجب منع فراغ في السلطة في غزة بعد الحرب وإلا فقدت السيطرة على كل الوضع. وتحاول إسرائيل بتطوير خطط لتوزيع المساعدات داخل غزة بطريقة ستقود إلى خلق هيئة حكم فلسطينية هناك. وستحاول الخطة الإستعانة بالقادة الفلسطينيين وورجال الأعمال ممن ليست لهم علاقة مع حماس.

وبحسب التقرير تواصلت إسرائيل مع عدة رموز فلسطينية للمشاركة بمن فيهم، المسؤول الأمنى الأبرز في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج. وقال مسؤول في حماس إن ترتيبا لجلب المساعدات عبر البحر بدون التشاور مع الحركة جعلها قلقة على سلطتها في القطاع. ووافق ناصر القدوة المسؤول السابق في السلطة الوطنية وعمل في الماضي على جهود المصالحة بين فتح وحماس، على ذلك وقال إن حماس تخشى من تسلل السلطة الوطنية إلى القطاع والسيطرة عليه في النهاية. وقال إن الإعتقالات الأخيرة وحوادث القوافل وتبادل الإتهامات في الصحافة العربية تقترح أنه لا يوجد ما يشي إلى تراجع الخلافات. وقال القدوة :”دافع حماس بسيط، ويحاولون إظهار: نحن هنا ونسيطر ولا يمكنك تجاوزنا والقيام بأي عمل هنا”. وقال إن النزاع الأهلي خوف مشروع ويخدم مصالح الإسرائيليين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي