لماذا أصبح لزاماً على نتنياهو قبول الصفقة؟  

الامة برس-متابعات:
2024-04-09

 

إن تحرير المخطوفات والمخطوفين بالذات هو الأمر الوحيد الذي قد يؤدي إلى بعض المواساة، للعائلات وكذا لأولئك الذين قاتلوا وضحوا بأنفسهم وأولئك الذين ضحوا من أنفسهم كي تتاح الصفقة (أ ف ب)ربما نقترب من لحظة الحسم. إذا كانت التقارير تعكس ما يحصل في الغرف المغلقة، فسيتعين على الكابنيت هذا المساء أن يقرر بشأن الصفقة، ولا سبب يدعو للاحتفال؛ لأنها مجرد بداية. حتى لو خرجت الصفقة الإنسانية إلى حيز التنفيذ ويصل 40 مخطوفاً، وبالأساس مخطوفة، إلى إسرائيل، سيبقى لدى حماس شابات وشباب، مجندات وجنود. وإذا كان استغرقنا أشهراً طويلة للوصول إلى الصفقة الحالية، التي مشكوك خروجها إلى حيز التنفيذ، فإن صفقة إضافة ستكلفنا عذابات أصعب بكثير.

اسمحوا لي أن أعترف بأنني أنتمي إلى معسكر “ليس بكل ثمن”. كنت بين المعارضين لصفقة شاليط، التي من شبه المؤكد كانت ستلحق ضرراً قومياًو، سفك دماء، وتعزيز بنى الإرهاب وبالطبع تحرير الإرهابي الأعظم يحيى السنوار من السجن.  الثمن الذي ستدفعه إسرائيل اليوم باهظ، باهظ جداً. كي لا نخدع أنفسنا، الصفقة التي ستتبلور ستؤدي إلى نتائج مخيفة. ورغم ذلك، الكابنيت ملزم بإقرار الصفقة اليوم، حتى على أساس الشروط التي سربت لنا في اليوم الأخير.

 لماذا ينبغي أن نقول نعم الآن؟ لأن الثمن الباهظ سبق أن دفعناه. 1200 قتيل في يوم واحد و300 جندي آخرون سقطوا في المعارك في القطاع. ولأننا في مرحلة لا احتمال للنصر المطلق فيها. ولأنه بعد الاعتداء العام الذي تعرضنا له، لا يمكن لأي شيء أن يعتبر نصراً. ولأننا دمرنا قوة حماس، ولأننا نعرف بأن أسابيع أو أشهراً أخرى من القتال لن تغير الصورة جوهرياً. ولأنه بخلاف شاليط، الدولة تركت المخطوفات والمخطوفون لمصيرهم وهي ملزمة بإعادتهم بأسرع وقت.

إن تحرير المخطوفات والمخطوفين بالذات هو الأمر الوحيد الذي قد يؤدي إلى بعض المواساة، للعائلات وكذا لأولئك الذين قاتلوا وضحوا بأنفسهم وأولئك الذين ضحوا من أنفسهم كي تتاح الصفقة.

كثيرون وطيبون، بما في ذلك مسؤولون في الائتلاف، يصعب عليهم فهم قرارات نتنياهو. فهو لم يجعل إسرائيل قوية، بل جعلها أضعف بكثير.

لم يبادر إلى أي شيء، بل يُجر. وكل ما كان يمكن لإسرائيل أن تفعله بمبادرتها وتكسب الكثير من النقاط، اضطر نتنياهو لفعله تحت الضغط. لا يوجد خطأ استراتيجي واحد تنازل عنه نتنياهو، وهذا مغيظ أكثر، لأن على المرء أن يعاني من العمى المطلق ليفهم بأن الرأي العام العالمي لن يبقى غير مبال لمشاهد الدمار والخراب من قطاع غزة.

ودرءاً للشكوك، فإن حماس هي التي تتحمل المسؤولية عن الخراب. لكنهم فشلوا حتى في هذا الموضوع. لأن الرأي العام في العالم يتهم إسرائيل وليس حماس. وكان ينبغي أن يعاني المرء من العمى ليفهم بأن هذا سيؤثر على الإدارة الأمريكية. لكن لنتنياهو أذنين لا يسمع بهما، وعينين لا يرى بهما، وعقلاً لا يدرك به. قيل عن جيراننا ذات مرة إنهم لا يفهمون إلا لغة القوة. فبدلنا الأدوار. اليوم، نتنياهو هو الذي لا يفهم إلا لغة الضغط.

عندما يدور الحديث عن الضغط، لا يكون بايدن الوحيد في الصورة. ففي داخلها بن غفير وسموتريتش أيضاً. وهما يهددان الآن. يسارع بن غفير إلى الانتخابات لأنه يتنافس على خانة الليكود. هذه ليست المفاجأة. فبعد أن دار نواب من الليكود ليرقصوا حوله في مؤتمر الاستيطان المتجدد في قطاع غزة، أشاروا إلى الاتجاه الجديد. وجدوا زعيماً، ولا يكتفون بإخفاقات نتنياهو، إنهم يريدون بن غفير. هذا محزن ومخيف وخطير. لكنه الواقع.

رغم موقف اليمين المتطرف، ثمة تقدير بوجود أغلبية في الحكومة، في الكابنيت الموسع وكابنيت الحرب، لإقرار الصفقة. سمعنا أمس وزير الدفاع يوآف غالانت؛ هو مع. لكن ستكون مفاجأة، كما يمكن التقدير، إذا أقرت حماس الصفقة. فهي تحصل على مطالبها حتى بدون صفقة. إسرائيل في عزلة دولية. المظاهرات المؤيدة لحماس تتواصل. تواجد الجيش الإسرائيلي في القطاع بين صفري ورمزي. مخربو حماس الذين هزموا يعودون إلى كل مكان يخليه الجيش الإسرائيلي. الزمن يعمل في صالح حماس. فلماذا يسارعون؟

في هذه الظروف، إسرائيل هي التي تحتاج للمسارعة. الحسم بيد نتنياهو. سيخنع للضغط. السؤال هو: ضغط من. ضغط بايدن أم ضغط بن غفير؟ على نتنياهو أن يقرر. رغم كل شيء، القرار المؤيد للصفقة هو أسوأ الشرور. كانت هناك فرص لا حصر لها في الأشهر الأخيرة لإيصال إسرائيل إلى وضع أفضل بكثير. لكن الاستراتيجي الأسوأ في تاريخ الدول نجح في إيصال الدولة وإيصال نفسه إلى درك أسفل غير مسبوق. على أمل أن يكون لمصلحة الدولة معنى، فهذه فرصة نتنياهو ليصلح قليلاً، قليلاً فقط، ويسمح بالصفقة.

 

بن – درور يميني

 يديعوت أحرونوت 9/4/2024








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي