رغم كرهها له: ما وراء موافقة إسرائيل على فتح معبر إيريز.. تخفيف الجوع بشمال غزة أم تمهيد لهجوم رفح المحتمل؟

الامة برس-متابعات:
2024-04-09

يمثل معبر إيريز أهمية خاصة لعملية إدخال المساعدات لقطاع غزة، وفي الوقت ذاته فإنه يمثل رمزية شديدة السلبية لإسرائيل (أ ف ب)القدس المحتلة- في مواجهة الضغوط الأمريكية لزيادة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قالت إسرائيل الأسبوع الماضي إنها تعمل على فتح معبر إيريز الذي يمثل معبراً رئيسياً بين إسرائيل ومنطقة شمال غزة المعرضة للمجاعة، ولكن يثير هذا القرار شكوكاً بشأن العلاقة بين فتح هذا المعبر الواقع في شمال غزة وبين عملية الهجوم على رفح التي تتوعد بها إسرائيل.

فبعد غلقه بألواح خرسانية وإغلاق بوابته منذ 183 يوماً، منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قررت إسرائيل إعادة فتح معبر إيريز شمال غزة، انصياعاً للضغوط الأمريكية.

ويمثل معبر إيريز أهمية خاصة لعملية إدخال المساعدات لقطاع غزة، وفي الوقت ذاته فإنه يمثل رمزية شديدة السلبية لإسرائيل.

لماذا تكره إسرائيل معبر إيريز؟ إليك ما حدث به يوم 7 أكتوبر

كان معبر إيريز واحداً من 14 مكاناً على طول حدود غزة مع إسرائيل اخترقتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لتحقيق أجرته صحيفة The Washington Post.

ولكن هجمات حركة "حماس" البرية والجوية التي استهدفت الداخل الإسرائيلي انطلقت من معبر إيريز والقاعدة العسكرية الموجودة فيه تحديداً، ولهذا السبب تكرهه إسرائيل وأغلقته على الفور، حتى إنها أخرجته عن الخدمة بصورة نهائية، حسبما ورد في تقرير لموقع "إندبندنت عربية".

وتظهر صور أقمار صناعية التقطت بعد الهجوم الأضرار التي لحقت بالمعبر، وتعرُّض جزء كبير من ممر المشاة المغطى للتدمير.

واستناداً إلى صور الأقمار الصناعية وتقرير ميداني أجرته قناة الجزيرة، تعرض طريق عند المعبر للتدمير، الأمر الذي أثار تساؤلات عن موعد إصلاح البنية التحتية لتسهيل تدفق المساعدات إلى غزة.

لم يكن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول هو الوحيد على معبر إيرز الذي نفذته "حماس" خلال هذه الحرب، فبعد 22 يوماً من بدء القتال، تمكن مقاتلو الحركة من الوصول إلى حاجز إيرز مجدداً في عملية وصفوها بأنها "إنزال".

ونفذت هذه العملية على رغم أن القوات الإسرائيلية توغلت برياً في غزة، واجتاحت مدينة بيت حانون أي كان معبر إيريز خلف الدبابات الإسرائيلية، وبسبب ذلك جنّ جنون القيادة الإسرائيلية وجلبت ألواحاً خرسانية ضخمة أغلقت بها المنفذ بصورة نهائية وأخرجته عن الخدمة، ثم قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حينها إنه بهذه الخطوة قطع كل الصلات مع القطاع للأبد.

والآن فإن إعادة فتح معبر إيريز قد تساعد في نقل المساعدات إلى شمال غزة المنكوب، لكنها قد تتعرض لنفس الصعوبات التي تحيط بالمساعدات منذ اندلاع الحرب، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية.

لماذا يكتسب معبر إيرز هذه الأهمية للسكان الجوعى في شمال غزة؟

عندما فصلت إسرائيل شمال غزة عن جنوبه، بات سكان النصف الشمالي بلا أي منفذ حدودي، لأن جميع المعابر موجودة في محافظة رفح أقصى جنوب القطاع.

وانسياب المساعدات من جنوب قطاع غزة إلى شماله يعرقله الجرائم الإسرائيلية بحق العاملين في مؤسسات الإغاثة، كما أن استهداف الاحتلال لشرطة غزة يمنعها من حماية المساعدات في ظل حالة التدمير والفوضى الموجودة بالقطاع الذي يعني صعوبة توصيل المساعدات التي تصل جنوب غزة إلى شمالها.

وإعادة فتح معبر إيريز على الحدود بين شمال غزة وإسرائيل قد يوفر بوابة دخول للمساعدات إلى شمال غزة، وهي المنطقة التي حذر تقرير الشهر الماضي من أنها قد تشهد مجاعة قريباً.

وقبل الحرب، كانت منطقة شمال غزة هي الأكثر اكتظاظاً بالسكان في القطاع. لكن قسماً كبيراً من سكان غزة فروا جنوباً إلى رفح، على الحدود مع مصر. واضطر الفلسطينيون إلى الانتقال إلى أماكن مختلفة أكثر من مرة مع توسع إسرائيل في هجومها.

إذا اجتاحت إسرائيل رفح فإن النازحين قد يطردون للشمال حيث يكون إيريز ممراً رئيسياً لإطعامهم

وقالت إسرائيل إنها تعتزم اجتياح رفح والقضاء على مقاتلي حماس هناك. وأبدت الولايات المتحدة ودول أخرى مخاوفها من هذا الاجتياح، وحذرت من العواقب الإنسانية الوخيمة التي قد يسببها.

وإذا عاد سكان شمال غزة إلى مناطقهم فلن يجدوا سوى القليل من الطعام أو الماء أو المأوى.

ولذا فإن فتح معبر إيرز من جديد سيسهم في توفير هذه الموارد، حسبما ورد في تقرير الصحيفة الأمريكية.

معبر إيريز لم يكن مخصصاً للبضائع

كان معبر إيريز الحدودي، المعروف بين الفلسطينيين باسم معبر بيت حانون، حاجز تفتيش رئيسي بين قطاع غزة وإسرائيل قبل الحرب، وكان يستخدم في المقام الأول لحركة السير وليس لنقل البضائع أو المساعدات.

ومن كان يُسمح لهم بالمرور منه عادةً المرضى والعمال الفلسطينيون وعدد محدود من موظفي المنظمات الدولية والمحلية، وكذلك الموظفون الدوليون في البعثات والمؤسسات الدبلوماسية.

وللمرور منه، كان على المشاة اجتياز ممر طويل ومغلق محاط بشبكة من القضبان المعدنية، ويخضع لحراسة مشددة. وكانت إسرائيل تحدد فئات الأشخاص المسموح لهم بالدخول والخروج عبر معبر إيرز، بينما كانت حماس تمارس السلطة أحياناً على دخول بعض الفلسطينيين والأجانب.

وكان يُمنع دخول البضائع التجارية عبر معبر إيرز بشكل عام، مع بعض الاستثناءات مثل السيارات المستوردة في أيام محددة من الأسبوع. ووُجهت حركة المرور التجارية بشكل أساسي عبر معبر كرم أبو سالم في جنوب قطاع غزة.

هل سيكون فتح معبر إيريز كافياً لإطعام سكان شمال غزة؟

حذرت الولايات المتحدة إسرائيل يوم الخميس 4 أبريل/نيسان أن عليها بذل مزيد من الجهد لتوصيل المساعدات إلى غزة، وأطلقت تهديداً غامضاً بأن سياسة المساعدات الأمريكية لإسرائيل قد تتغير إذا لم تفعل ذلك، وهذا في أعقاب مقتل سبعة عمال إغاثة في غزة جراء هجوم إسرائيلي.

وحتى لو أعيد فتح معبر إيريز، فإيصال المساعدات قد يواجه نفس العقبات التي رصدت عند المعبرين البريين الآخرين في قطاع غزة، رفح وكرم أبو سالم، وكلاهما في جنوب غزة.

إذ تقول منظمات الإغاثة والمنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، إن الضوابط المرهقة والقواعد التعسفية التي تفرضها إسرائيل أدت إلى إبطاء وعرقلة الجهود الرامية إلى إدخال المساعدات إلى غزة. ولا يُسمح إلا لجزء ضئيل من شاحنات المساعدات إلى غزة بالدخول. وفور دخولها إلى غزة، تواجه مشكلات أمنية لأن شرطة غزة تتعرض للضرب من إسرائيل، وبالتالي تتردد منظمات الإغاثة في توصيل المساعدات لأنها لا تضمن سلامة طواقمها.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن على إسرائيل تسريع الحركة عند المعابر، بينما تراقب الولايات المتحدة إن كان بإمكان إسرائيل تحقيق "نتائج" في تعزيز إيصال المساعدات إلى غزة.

وقال يوم الجمعة 5 أبريل/نيسان إن الولايات المتحدة ستراقب أعداد شحنات المساعدات التي تدخل غزة "على أساس مُستدام، وليس دخولها فقط وإنما تنقّلها بعد ذلك، والمساعدات التي تُوزع في غزة، بما في ذلك شمال غزة الذي تشتد حاجته للمساعدات".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي