المبتسمون

2021-05-16

غازي الذيبة*

 

(- بماذا تحتفل الريح؟
* بصناديق ابتساماتنا
- كيف؟
- نخبئها في الخوابي، وحين نخرجها من الصناديق،
تضيء السماء في غزة).
**
نعم.. نحن نبتسم
وحين يصعد الرجال للجبال، نبتسم
وحين تهبط النساء من ربى الضياء
إلى قلوبنا، يا رب نبتسم
وحين يضحك الدحنون في سهولنا
وعندما يطير فوقه الحَجل
نهب في خوابي الروح بالأمل
ونبتسم
..
نعم.. نحن نبتسم
إذا تَشعلّق الشحرور بالهواء
وغرد الدوريُّ في حقولنا الخضراء
وهَدهدت أمٌ وليدها بِضُمة رشيقةٍ من الغناء
نطير مع هُبوبها الشفيف في القوافي
فتثمل الرياح.. ويرقص الهواء


..
نعم، ونبتسم
إذا جلسنا في المقاهي للحوار
أو ارتكبنا موسما من الهتاف للأشجار
أو ركضنا في شوارع القرى لِنَلقف الثمار
..
ونبتسم
عندما يفور في عروقنا النهار
وتزدهي أرواحنا بلفتةِ الصبايا
وعندما يؤرجح الهواء في قلوبنا الوجيب
وحينما تَهِلُّ ضحكة البِذار في رسائل العشاق
وحين يحضر الكلام في سهراتنا
ويُقبل الطُرّاق
نعم، في كل قرية وبلدة وشارع
نمشي مع الظلال دون خوف
من خطوها الرقيق
نَميل مُنتشين بالعناق
وحين نكتوي بلسعة الفراق
وزحمة العبور في الزقاق
نطير في ضحكاتنا إلى منابت الأشواق
..
ونبتسم
هنا، في زفة العريس للأثير
في شهقة الشهيد للعبير
في لثغة الندى على فم الصغير
لنهتدي إلى جمالنا
وبعد ها إلى رحابنا نطير
فنحتمي بزهرة برية وموعد وَثير
..
ونبستم
هنا في كل ليلة وعندما يَمسنا الخرير
نبوس توقنا لهبة الرياح
ونحتمي بلهبة الشروق في أرواحنا
ليضحك الصباح


..
ونبتسم
لكل رشقة في ملحنا
وكل لوعة في بوحنا
وكل وردة في جرحنا
وكل صَعدة للنار في لجوئنا
وكل هجمة للآه في نزوحنا
وكل دمعة غفت على سطوحنا
وكل ركلة وضربة وغضبة وهجمة على سفوحنا
وكل صرخة تزلزل الظلام في جموحنا
..
ونبتسم
نعم، وعندما سينتهي العدم
سنمسح الدموع بالعلم
ونعتق النشيد في القمم
ونحن نبتسم.

* شاعر فلسكيني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي