إلى نيتشة

2021-11-30

أحمد برقاوي

لم يكن زارا ينطق بالحكمة الأبدية

أيها الجنون العبقري

هنا على هذه الأرض حروب كثيرة

ودماء بريئة ودموع غزيرة

ومتهور أحمق يموت من أجل وهم،

هنا على هذه الأرض طاغية قمّام

يصفق له بعض الفقراء وكل الفاسدين

وعفوش الشعراء،

هنا على هذه الأرض قبور فارغة تنتظر قاطنين

يخافون الموت ويحبون الحياة

ويُحملون إليها بلا مواعيد.

هنا على هذه الأرض مجرم أشر

وقاتل أطفال

يحب أكباده وامرأته الجميلة حبلى،

هنا على هذه الأرض صعلوك زائف

يرتب أحقاده في الليل على انغام الموسيقى

وكأس العرق

ويطعن في الصباح قلب الحياة،

هنا على هذه الأرض امرأة تسكن ذاتها

وتواري حبها خوفاً خلف قضبان شوقها الصامت

وتضاجع في خيالها محبوبها

على فراش من يغتصبها بفعل ختم على ورق،

هنا على هذه الأرض امرأة فاجرة

ورجل حسود

وكهل شره

وحيزبون تكره الصبايا،

هنا على تلك الأرض ماضٍ يُذكر دائماً

من يغرقون بالابتذال الفاجر باللامعنى،

هناك على تلك الأرض اندثرت أوهام الماتريدي

وأحلام الفقراء،

هنا في مكانٍ ما على هذه الأرض

ورود شتى:

قرنفل ونرجس ودحنون

ونحل لا يكترث بشكل الزهور،

هنا في أمكنة شتى على هذه الأرض حالمون

فيلسوف وشاعر وموسيقي ورسّام يصنعون للأرض أكاليلها

العصية على البِلى ويرحلون،

هنا على هذه الأرض كل شيء.

أكاديمي فلسطيني/ سوري







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي