فلسطين/ ذكرى محمّد الدرّة

2023-11-19

منصف الوهايبي

يا سَمِيَّ المصطفى.. حينَ يُسمّى

ومحمّدْ

خُلُقُ الفجر.. ونفْسٌ كلّما

رَزَحتْ نفْسُ أبٍ.. يَعطِفُها الموتُ،

ويلْويها.. تُقِلّكْ

٭ ٭ ٭

ومحمّدْ

كَرُمتْ منه يدٌ

إمّا ذوى ريشٌ،

كَسَتْ بالريشِ جِنْحَيْكَ..

وإمّا نغـَلَ البرْدُ

نضا بُرْدَيْهِ.. من وجْدٍ وضمَّكْ

٭ ٭ ٭

ولأوحَى الله من آياتهِ

سُورةً منكَ إلى قلب محمّدْ

ولكانتْ أمُّ عيسى

أيّها الواجفُ أمّكْ

فتغشّتْـكَ وقد خضّبَها

منكَ دمٌ خضّبَ جسمَكْ

٭ ٭ ٭

يا محمّدْ

طفلكَ المسلوخُ أمْ طفليَ هذا؟

لحمُهُ الباردُ كالسمّاقِ

أمْ لحميَ هذا؟

رأسهُ المفضوخُ أمْ رأسيَ هذا؟

جلدهُ المدبوغُ أم جلدِيَ.. هذا الأحمرُ الصّبْغُ.. دمي أمْ دمُهُ؟

نارُ إبراهيمَ أمْ

هيَ أُوشْفِيتزُ أخرى؟

هذه النارُ التي تأكلهُ؟

٭ ٭ ٭

يا سَمِيَّ المصطفى

هلْ وجدوا في النعشِ إلاّ

طيفَ عيسى ساجياً

في نورِ نعشِكْ

٭ ٭ ٭

رُحْتَ في بُرْدَيْنِ

لم يسحبْهما الأطفالُ قبلَكْ

وتدلّيتَ بقنديلٍ على العرْشِ

وها نحنُ شُهودٌ عند عرشِكْ

***

أيّها الفرْعُ الذي ينبتُ فذّا

أيُّ فأسٍ هذه الفأس التي

تجتثُّ أصلكْ

***

يا سَمِيَّ المصطفى

لو طاوعتْ أعمارُنا فيكَ

لشاطرْناكَ عُمْرَكْ

«وَوَضَعْنا عَنكَ وِزْرَكْ

الذي أنْقضَ ظَهْرَكْ»

٭ ٭ ٭

قبَسٌ من نار موسى أنتَ.. أوشْفِيتـْزُ أخرى

نتهَجّى الآنَ فيها.. نتعلّمْ

ولْيكنْ

تلك فلسطينُكَ.. صلّى الله يا طفلي عليها

وعلى أهلي وسلّمْ

٭ ٭ ٭

أيّها الفرْعُ الذي ينبتُ فذًّا

هرِمَ الجذعُ.. وَأَوْهَى

كلُّ شيءٍ فلَّهُ.. فهْوَ يَفُلُّكْ

٭ ٭ ٭

أيّها الفرعُ.. كَفاني منكَ ظلّكْ

شاعر تونسي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي