تجمعان منفصلان لمناصري ماركوس ودوتيرتي في الفيليبين وسط انقسام بين معسكريهما

ا ف ب – الأمة برس
2024-01-28

الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس مخاطبا مناصريه في مانيلا في 28 كانون الثاني/يناير 2024 (ا ف ب)

مانيلا - شارك الآلاف من مناصري الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس وسلفه رودريغو دوتيرتي الأحد في تظاهرتين منفصلتين تشكّلان تعبيرا عن انقسام متزايد بين المعسكرين القويين.

ومنذ وصول ماركوس إلى السلطة في منتصف العام 2022 ونائبته سارة دوتيرتي، ابنة رئيس الدولة السابق، تصدّعت "وحدة" هذا الثنائي.

وبعدما أطلق ماركوس في العاصمة مانيلا حملة بعنوان "باغونغ بيليبيناس" ("الفيليبين الجديدة") ترمي إلى قيادة "الأمة نحو التغيير والتنمية"، اتّهمه سلفه بأنه "مدمن على المخدرات" وبأنه يسعى لتعديل الدستور للبقاء في السلطة.

وشاركت سارة دوتيرتي لفترة وجيزة في التجمّع الذي نظّمه مناصرون لماركوس في مانيلا، وقالت إن وزارة التعليم التي تتولى حقيبتها "تدفع مع غيرها من الوكالات الحكومية باتّجاه فيليبين جديدة".

ثم غادرت للمشاركة في التظاهرة الأقل حشدا في دافاوا حيث خاطبت المتظاهرين.

وتدهورت العلاقات بين عائلتَي ماركوس ودوتيرتي، مع سعي كلّ منها إلى تعزيز قاعدتيهما الشعبيتين قبل انتخابات منتصف الولاية العام المقبل والانتخابات الرئاسية المقرّرة في العام 2028 والتي من المتوقع أن تخوضها سارة دوتيرتي.

وبدأ الخلاف الأخير مع ماركوس عقب دعمه حملة هادفة لتعديل دستور العام 1987 والذي تم تبنيه بعدما أُطيح بوالده الدكتاتور والذي يحمل الاسم نفسه، من السلطة. ويهدف التعديل إلى السماح بالاستثمارات الأجنبية، وهو ما يعارضه رودريغو دوتيرتي وابنته.

ويرى معارضون أن هذا التعديل الدستوري يمكن أن يمهّد الطريق لولاية جديدة مدتها ستة أعوام لماركوس - ما هو محظور في الدستور الحالي - ويجعله منافسًا لسارة دوتيرتي.

في التظاهرة التي نظّمها في دافاو معارضون للتعديل الدستوري، وجّه دوتيرتي الأب تحذيرا لماركوس جاء فيه "قد تلقى مصير والدك"، داعيا الشرطة والجيش إلى "حماية الدستور".

وكان سيباستيان دوتيرتي، نجل الرئيس السابق، قد دعا ماركوس في وقت سابق إلى التنحي.

وقال سيباستيان دوتيرتي متوجّها إلى ماركوس "من الأفضل أن تستقيل إن كنت لا تظهر حبا وتطلعا للبلاد"، محمّلا الرئيس الحالي مسؤولية تزايد مشاكل المخدرات والتمرّد الشيوعي في المنطقة.

ويقول الرئيس الحالي إن أحكام الدستور، بما في ذلك تحديد عدد الولايات الرئاسية المسموح بها، يجب معالجتها في وقت لاحق.

يحكم الفيليبين منذ فترة طويلة تحالف عائلات نافذة تمسك بالسلطة منذ أجيال.

ووصف حزب "أكبايان" اليساري التجمّعين بأنهما "حرب سلالات بين النخب الحاكمة" لا تخدم مصالح الفيليبينيين العاديين.

وقدّرت الشرطة بنحو 400 ألف شخص عدد المشاركين في تظاهرة مانيلا، كثر من بينهم موظفون حكوميون، وبأكثر من 40 ألفا عدد المشاركين في تظاهرة دافاو.

وقال الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة الفيليبين جان فرانكو لوكالة فرانس برس "قد تكون هذه الطريقة الأكثر وضوحًا للإعلان أن الوحدة لم تعد موجودة".

- تحالف متفكك -

في مانيلا أعرب متظاهرون في تصريحات لفرانس برس عن ثقتهم بماركوس على الرغم من إقرارهم بأن درايتهم بالجدل الدستوري القائم محدودة جدا.

وقال دينيس أرديا البالغ 53 عاما في تصريح لفرانس برس "إذا ترشّح مجددا، لمَ لا، ما دام يؤدي عملا جيدا للبلاد".

وأضاف أرديا "عائلة دوتيرتي باتت من الماضي. علينا أن نمضي قدما مع (زعيم) آخر".

وبدأ التحالف بين العائلتين بالتفكك بُعيد انتخابات العام 2022 حين أعطى ماركوس سارة دوتيرتي وزارة التربية بدلًا من وزارة الدفاع التي كانت تطالب بها.

مذّاك اكتسب التدهور زخما، مع قيام رئيس مجلس النواب النافذ مارتن روموالديز، وهو قريب لماركوس يسود اعتقاد أنه سيخوض الاستحقاق الرئاسي للعام 2028، بتجريد عضو الكونغرس النافذة غلوريا ماكاباغال أرويو، من منصب نائبة رئيس المجلس.

وأرويو رئيسة سابقة وحليفة مقرّبة لسارة دوتيرتي.

كذلك قاد روموالديز جهودا لمنع استفادة نائبة الرئيس ووزارة التربية من ملايين الدولارات من صناديق تمويل سرية خاصة.

وبذل مجلس النواب حيث يحظى ماركوس بغالبية، جهودا لسحب الترخيص من محطتين إذاعية وتلفزيونية مواليتين لدوتيرتي، بعدما وجّه أحد ضيوفهما اتّهامات لروموالديز على صلة بميزانية سفراته.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي