وعدتُ أقاتل

2024-03-04

محمد الشحات

نظرَ إلى بَزّتهِ

كانت ترقدُ فوق الحائطْ

في عينيه قطوفٌ من رحلتِهِ

تذكّرُهُ بأيام الحربِ

رفاقٌ رحلوا

ومواجعُ سكنَتهُ ولم تتركْهُ

وظلّ يصدّ هواجسَ

كانت تهبطُ دونَ مقاومةٍ منه

فحاول أن يسجنَها في بوتقةٍ

لم يقدرْ

فارتسم على جبهتِهِ

بعضُ علاماتِ الحزنِ

وظلَّ يدقّقُ في بَزّتِهِ

لم ينسَ وجوهَ أبيهِ وإخوتِهِ

لحظةَ أن غطاهُ الفرحُ

وزغردةُ النسوةِ

وهىَ تباركُ سيدةَ البيتِ

ورفاق ما حالفها الحظُّ

فكانت تخطفُ

ما أمكنها من نظراتِ الحسرةِ

كان يحس بأن النخوةَ

قد ملأت كلَّ جوانِبِهِ

وبأن في داخله دماءً،

لن يبخلَ أن يمنحَها للوطنِ

انتصرَ وظلَّ يحسّ بفخرٍ

إلا أن الأيامَ تراخَت

وتبدَّلتِ النخوةُ

وانكسرَت كلُّ سيوفِ قبيلتِهِ

وارتخَت القدرةُ على أن يرفعَ هامتَهُ

فتوارى

كاد يمزق بزَّتَهُ

ويلملمُ أوصالَ رجولتِهِ

إذ وقف الخلقُ،

على أطراف الوطنِ

فكلٌ يتحيَّنُ فرصتَهُ كي ينقضَّ عليهِ

وأنا لا أقدرُ أن أنهضَ

لو لم يخدعْني الزمنُ ويحتال عليَّ

ويأخذُ مني القوةَ

لرجعتُ إلى ساحاتِ الموتِ

صرختُ عليهِ أنادي يا وطني

آهٍ من عجزي

كانت أعينُ أشرارِ الكونِ قد اجتمعَت

كي تنزعَهُ مني

فرفعتُ يدي

ونزعتُ البَزَّةَ

لامستُ بها جسدي

فشعرتُ بأن دمائي قد فارت

وجيوش النخوةِ

تنقرُ في أنحاءِ الجسدِ الراقدِ

فنهضتُ كما ينتفضُ الجبلُ

نفضتُ غبارَ الزمنِ

وعدتُ أُقاتلْ

شاعر مصري







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي