معاريف: إسرائيل وصراع القيادة.. بين محور الجنرالات وزمرة نتنياهو اليمينية  

2024-03-06

 

سيواصل غانتس اتخاذ سياسة التمييز التي يتبعها، كي لا ينسى الجمهور بأن حلفه مع حكومة نتنياهو كله اضطرار فرضته حالة الطوارئ (أ ف ب)تجسد قصة رحلة غانتس إلى الولايات المتحدة دون تنسيق مع نتنياهو حالة العلاقات التي في حكومة الطوارئ. فقادة المعسكر الرسمي الذين يرون أرقاماً انتخابية قياسية يحطمهما حزبهم في الاستطلاعات أسبوعاً إثر أسبوع، كانوا معنيين جداً بإنهاء شراكتهم أمس مع نتنياهو وجني الائتمان السياسي الذي راكموه. المشكلة أنه لا توجد انتخابات في الأفق، وكل محاولة لتقديم موعدها لم تنجح بعد، لذا لا يوجد أناس عالقون في وضعهم الحالي أكثر من غانتس وآيزنكوت.

فالخروج لأجل الخروج ليس بخطة. والخروج من الحكومة اليوم لأجل الجفاف سنة أو سنتين في مستنقع المعارضة، هو السبيل المؤكد لإضاعة كل النقاط التي جمعاها والوصول إلى انتخابات دون كنز ثري موعودين به من نحو 40 مقعداً في الاستطلاعات، بل على حدود نسبة الحسم. ما لم تشق الطريق لتقديم موعد الانتخابات، فستستمر ألعاب المعارضة داخل الائتلاف مما تجري اليوم.

 سيواصل غانتس اتخاذ سياسة التمييز التي يتبعها، كي لا ينسى الجمهور بأن حلفه مع حكومة نتنياهو كله اضطرار فرضته حالة الطوارئ. كلما مر الوقت، يصعب عليه الحفاظ على مكانته الخاصة في الحكومة، دون أن يعزو الجمهور له ليس فقط إنجازاتها بل وإخفاقاتها والمسؤولية عن الوضع في الدولة.

من يغير علاقات القوى هو شريك إضافي من داخل الائتلاف الأصلي. حتى الآن، كان التعاون شبه المميز والمهم جداً، الذي نشأ بين غانتس وآيزنكوت وبين كبار رجالات حكومة نتنياهو، هو ذاك الذي جمع بينهما وبين وزير الدفاع يوآف غالنت. الأخير يبني نفسه كمرشح متصدر لرئاسة الليكود، ويتمتع بمكانته الخاصة بصفته وزير دفاع قوياً وصلباً في أثناء الحرب. تعاونه مع قادة الحزب الرسمي يستهدف إبراز صورته كرجل اليمين المعتدل والرسمي في الحكومة، مقابل العناصر المتطرفة فيها مثل بن غفير وسموتريتش. التعاون الذي طوره غالنت في مداولات كابينت الحرب مع غانتس وآيزنكوت يخدم هذه الصورة، صورة اليمين المسؤول.

مع ذلك، لغانتس ولغالانت أهداف مختلفة؛ الأول معني بالانتخابات، أما الثاني فلا مصلحة له في تقديم موعدها. ولا يزال، مع كل الفجوات التي في المستوى الاستراتيجي، يبدو في الوجه التكتيكي أن ائتلاف غانتس – آيزنكوت – غالانت في مداولات “الكابينت الضيق” آخذ في التوثق. بزعم المحافل المطلعة على ما يجري في “كابينت الحرب” فـ “ثمة إحساس بأن حرب مداولات نشأت في “الكابينت” وأن جبهة تحتد من غالنت وغانتس وآيزنكوت ضد نتنياهو. بدا نتنياهو منعزلاً هناك مؤخراً، وليس صدفة أنه بدأ يضم إلى بعض الجلسات وزير الخارجية “إسرائيل كاتس”. نتنياهو يبحث عن تعزيز لقوته مقابل محور الجنرالات”.

 

آنا برسكي

 معاريف 6/3/2024








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي