امنحي طفلك «جناح الثقة»

الامة برس
2024-03-31

امنحي طفلك «جناح الثقة» (زهرة الخليج)

الأمومة هي العاطفة الأكثر عمقاً في المرأة. إنها الحبّ الذي لا يعرف حدوداً.. «رانيا» (30 عاماً)، عندما قررت أن تنجب تخيّلت أنها ستحمل بين ذراعيها أجمل طفل في الدنيا. حلمت بولدٍ فائق الذكاء، وأعدّت الخطط لأيامٍ آتية رائعة ومميزة. ولدت ابنها «سيف»، الذي بلغ سنته التاسعة. الوقت يمرّ سريعاً، والحياة ممتلئة بـ«المطبات». إنها تعمل لساعات طويلة، وتحاول أن تكون أماً مثالية. لكن «ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه»؛ فها هو طفلها يكبر بنعمٍ كثيرة، لكنها أقل من توقعاتها؛ فهي تريده الأوّل في الصف، وهو ليس الأول، وتقارن كل خطوة يقوم بها بخطوات آخرين؛ ما يجعله عدائياً، وقلقاً، ومتوتراً.. فهل هي أمّ فاشلة، أمْ بالغت في توقعاتها، أمْ لم تراعِِ ما يريده طفلها، وخططت لما أرادته هي؟.. وماذا يقول علم نفس الطفل والإرشاد والتوجيه العائلي عن حالتها؟وفقا لموقع زهرة الخليج

لم تتوقع «رانيا»، يوماً، أن تطلب استشارة طبيب نفسي لتوجيهها إلى سبل تربية طفلها «سيف»؛ فهي أمٌّ متعلمة لكنها تقليدية، فقد طبقت ما تربّت عليه في تربية طفلها، من دون أن تنتبه إلى أن الجيل الجديد مختلف، وتربيته يفترض بها أن تكون مختلفة أيضاً، وأكثر حداثة. أخصائية علم نفس الأطفال والإرشاد والتوجيه العائلي، رهام منذر، ديناميكية في هذا المجال؛ فهي لا تترك فرصة إلا وتوجه - من خلالها - نصائحها إلى الأهالي بشأن تربية أطفالهم.. فماذا لديها من معلومات قد تفيد «رانيا»، ومن هم - وهنَّ - مثلها؟ 

فلنتكلم بصيغة «نون النسوة»، عن الأمهات بالتحديد، مع التأكيد على أن الأب والأم عليهما أن يتشاركا التربية معاً. تبدو رهام منذر متحمسة جداً لبثّ الأفكار المثلى، التي من شأنها توجيه الأمهات حول تربية أطفالهنَّ، مؤكدة أولاً على «الوقت النوعي»، الذي يفترض به أن يجمع الطرفين (الأم وطفلها): «فلتستمتع الأم بهذا الوقت كما يستمتع الطفل، وبالتالي هو ليس فرضاً ملقى عليها. فيجب عليها أن تبدأه بفرح، وتنهيه بفرح، مع تأكيدها لطفلها أنه سيتجدد قريباً، وسيجلسان، وسيلعبان، وسيتكلمان، وسيغنيان. ويجب ألا تبدأ الأم (الوقت النوعي) مع طفلها بقولها: لدينا عشر دقائق نقضيها معاً؛ إذ يجب أن تترك طفلها يفرح بوجودها معه. وإذا كانت مضطرة إلى إنجاز أمر آخر؛ فلتقل له مثلاً: أريد أن أنجز طعام العشاء؛ فهل ستساعدني؟».. هنا، في هذا الإطار تلفت أخصائية علم نفس الأطفال إلى ضرورة ألا تخلط الأم بين «الوقت النوعي»، و«الوقت اللوجستي» الذي تمنحه لطفلها. فأوقات الطعام والاستحمام والدرس، التي تقضيها معه ليست «نوعية»؛ فـ«الوقت النوعي» هو الذي تصغي فيه إلى مشاعره، ويضحكان معاً. 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي