تحتَ سماءٍ واحدة

2023-08-08

نضال برقان

بينما تقفينَ في مهبِّ الموسيقى

على الجانبِ البعيدِ من الكرةِ الأرضيةِ

تجتاحُ جسدَكِ أمواجُ قشعريرةٍ زرقاء

وبينما أقفُ على الجانبِ الآخرِ منها

أمواجُ القشعريرةِ ذاتها ستضربُ جسدي

كلّما وقفتُ في مهبِّ الموسيقى

لعلنا لم نلتقِ بعدُ

وربما لن نلتقيَ يوما

غير أن أغنياتِنا

التي نطلقُ عصافيرَها في عينِ الشمسِ

كلَّ صباحٍ

من شتى أرجاءِ العالم

تحطُّ رحالَها لتستريحَ على شجرةِ المحبةِ نفسِها

قبلَ أن تشربَ من نهرِ الحبِ المقدّسِ

وأحلامُنا

مهما اختلفت لغاتُها

فإننا نطلقُها في الرياحِ ذاتِها

أنتِ من هناكَ.. أنا من هنا

وكلانا، دائما، تحتَ سماءٍ واحدة.

٭ ٭ ٭

أمّي.. التي لم أحدِّثُـكِ عنها بعدُ

تستطيعين معرفةَ كلِّ شيءٍ عنها

إذا نظرتِ إلى أمّكِ

من خلالِ ثقبٍ في القلبِ

أو شَرخٍ في جدارِ الروح

هما شقيقتان..

ولدتهما أمٌّ كونيةٌ واحدة

تمشطان، كلَّ صباحٍ، شعرَ الشمسِ

وتغنيان، كلَّ مساءٍ، الأغاني ذاتَها للنجوم

كي يحلمَ أبناؤهما أحلاما سعيدة

وهما شريكتان في الجراحِ ذاتِها

تلكَ مِن هناك.. هذه مِن هنا

وكلاهما، دائما، تحتَ سماءٍ واحدة

٭ ٭ ٭

حِداءُ الرعاة

أغاني الحصّادين

صراخُ الباعةِ والصُـنّاعِ

أدعيةُ المؤمنين

نقاشاتُ الملاحدةِ

كلُّ تلكَ الأصواتِ تتصاعدُ من مختلفِ الجهاتِ

لِتصبحَ أوكسجينا في رئتي الكونِ

ذلكَ الذي سيتنفَّـسُ الصُعداءَ

كلما اطمأن أننا لم نزلْ على قيدِ الأملِ

ومتشبثين بثوبِ أمّنا.. الحياة

حتى آخرَ صرخةٍ في عروقِنا

نحن من هنا.. أنتم من هناك

وكلنا، دائما، تحتَ سماءٍ واحدة.

شاعر أردني








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي