أحمد بلحاج آية وارهام
1- زُقَاقُ الْغُرُوبْ
بَلَدٌ مِنْ رُقَاقَةِ مَخْمَصَةٍ
جَرَّ أَحْلَامَهُ
عِنْدَ مَخْبَزَةٍ
فِي زُقَاقِ الْغُرُوبْ،
صَبّ فِي حِجْرِهَا عُمْلَةً،
وَانْتَقَى
قُرْصَ مَوْتٍ
كَأَنْ بِعَمَاهْ
يَصْعَدُ النُّورَ فِي رَفْرَفٍ
مُشْرِقٍ بِالْعَدَمْ.
2- يَغْرَقُ فِي لَوْنِهْ
قَالَ لِي النَّهْرُ
لَمَّا غَطَسْتُ بِهِ:
(لَسْتَ مِنْ سَمَكِي،
كَيْفَ فِيَّ دَخَلْتَ؟!
إِهَابُكَ جِنٌّ
وَصَوْتُكَ نَخْلٌ،
أَمَا كُنْتُ أَبْصَرْتُ نَبْضَكَ يَخْطِفُ مِنْ حَبَّةِ الرَّمْلِ أَسْرَارَهَا،
وُيُهَرِّبُهَا
فِي بُطُون الْأَراقِمِ بِاسْمِ حُبُوبِ الْعَسَلْ؟!)
فَرَقاً طَارَ مِنِّي فُؤَادِي، انْسَرَبْتُ، انْقَلَبْتُ، انْخَرَسْتُ، انْشَلَلْتُ، اسْتَحَلْتُ جَرَادَةَ ظَنٍّ
وَقَالَ جَنَاحَايَ:(يَا أَيُّهَا النَّهْرُ؛
شُبِّهْتُ لَكْ
مَا أَنَا وَرِمَالُ الْحَلَكْ
فَالْتَمِسْ فِي الْفَلَكْ
جَوْهَرِي فِيكَ
لَا فِي عُيُونِ الشَّرَكْ.
مِحْنَةٌ غَرَقُ الْمَاءِ فِي لَوْنِهِ).
3- انْحَنَى لَغَباً
صَبَّتِ الْأَرْضُ فِي مُهْجَتِي عِنَبَا
خِلْتُهُ وَطَناً بَاسِطاً أَرَبَا
شَرِبَتْ شَفَتَايَ الّذِي كَتَبَا
فَرَأَيْتُ الْخَلَايَا مَشَتْ خَبَبَا
وَرَأَيْتُ دَمِي فِي الْمَدى انْسَكَبَا
وَيَعَاسِيبَ تَقْرَأُنِي ذَهَبَا
هِيَ رُؤْيَا كَسَتْ جُثَّتِي حَطَبَا
حِينَمَا أَبْصَرَتْ حَيْرَتِي طَرَبَا
عَمِيَ الْوَقْتُ فِيهَا، وَمَا انْتَحَبَا
مَدّ أَنْفَاسَهُ، وَانْحَنَى لَغَبَا
لَمْ أَجِدْنِي،
السُّهُوبُ الَّتِي كُنْتُ أَجْلِدُهَا
خَبَّأَتْنِي بِسُرَّةِ عِطْرٍ،
تَوَهَّمْ أَرِيجَ الْبِدَايَاتِ غِزْلَانَ بَوْحٍ،
تَوَهَّمْ صَهِيلَ الشُّرُوقِ غِنَائِي
وَلَا تَلْتَفِتْ
فَالْخَنَافِسُ أَحْذِيَةٌ
تَنْقُلُ الْخَاطِرَاتِ لِأُذْنِ الْحِذَاءْ.
4- حِنْطَةُ الشَّهْقَهْ
مَاحقٌ مُشْتَهَاكَ، فَقُلْ لِي أَسَاكْ
كَيْ أَرَى قَطْرَةً مِنْ وَجِيعِ سَنَاكْ
إِنَّ جِذْرَكَ جِذْرِي، وَفِكْرِي يَدَاكْ
فَالْتَمِسْ شِرْعَتِي إِنْ قُنُوطٌ غَزَاكْ
حِنْطَةٌ شَهْقَتِي، وَجَنَانِي ثَرَاكْ
لَا تَخَفْ ضَلَّةً، صَحْوَتِي مُقْلَتَاكْ
مِنْكَ حَقْلِي وَمِنِّي شَذَاكْ، حَالَتِي بَسْمَةٌ مِنْ مَعَانِي خُطَاكْ
مُثْمِرُ الظَّنِّ فِيكَ يَقُودُ عَصَاكْ
فِي حَنَادِسَ تَخْشَى هَدِيرَ مُنَاكْ.