منها وإليها..

رنا الصيفي ها أنا أشحن نفسي ببعض الطاقة المتبقّية من رصيدي الأسبوعي، الذي أختمه مساء كلّ جمعة بتنهيدةِ رافعِ أثقالٍ كاد أن ينسحق تحت الحديد بفارق لحظة. أتوجّه إلى المقهى رفقةَ كتابٍ وابتسامة لا شعور فيها. مجرّد ابتسامة محايدة بين الابتهال لبعض الخلوة مع النفس والتبريك للحياة. أنا حيّة، إذن أنا م


هزائم

سعد سرحان تعفُّن ما أحوج البشريّة الآن إلى سيغموند باستور: فقد استشرى التعفُّن النفسي. ■ ■ ■ قصاص أيّ عقاب أقسى من أن يكون الإنسان إنسانًا قُحًّا؟ ■ ■ ■ سرطان ليس أخطر على المرء من سرطان النفس... فما من علاج أبدًا للأوهام الخبيثة. ■ ■ ■ إحساس أيّ إحساسٍ حين تتعفّن الأحاسيس؟ ■ ■ ■


الكابوس و«الكالوس»

الياس خوري في محاولة لفهم ما لا يُفهم وتحليل ما صار من الصعب تحليله حول تفاصيل مفاوضات «انتخاب» رئيس للجمهورية اللبنانية، يجب أن نبدأ من التسليم بحقيقتين: الأولى هي أن الرئيس اللبناني لا ينتخب بل يُعيَّن، ربما كان هناك استثناءان لهذه الحقيقة: الاستثناء الأول هو انتخاب بشارة الخوري ع


البوم

أنس أبو سمحان توقّفتُ عن التدخين لمدة أسبوع، ولكنّي عدت إليه مجددًا. البارحة، نمتُ الساعة الحادية عشرة مساءً، وصحوت عند منتصف الليل. ليست المرّة الأولى، إذ يبدو أنّني أحصل على قيلولتي في الليل وأنام في النهار. هذا الجدول البيولوجي المقلوب ليس مُبهجًا قطعًا. حاولت أن أنام مُجدّدًا، ولكنْ لا سبيل.


خربشات على قيد حبر

مريم الشكيلية لا أكتب شيئاً هذا اليوم أصبت بقحط الكلمات منذ آخر سطر أرسلته لك... أستظل بالشمس في ظل هذا الهطول المتواصل للصقيع والذي أصاب أناملي بالوهن... الغريب في الأمر أن لا يعني لي غيابك أكثر من إنك لم تعد على قائمة الحاضرين في هذا الزحام الصباحي المكتظ بالأسماء والوجوه.. أن لا يعني سوى إن


أربعون ثانية

 إبراهيم الزيدي إذا لم يكن الزمن إلا ما تقيسه الساعات، تلك مشكلة. إذ أن الزمن الذي لا يغطى بالأحداث هو زمن فارغ، والإحساس به لا يتجاوز الملل. ومن المؤسف أن الزمن السوري، والأحداث التي تغطيه، لا يوجد فروق حقيقية بينه وبين الزمن الفارغ. فالآمال التي فقدت صلاحيتها، والأحلام غير القابلة للتفسير،


مناجل تحصد أول الضوء

مصطفى قصقصي في ذلك الشتاءِ الطويل الذي سبَق نهايةَ الحربِ الباردة، كان جدّي رماديّ العينين يجلس القرفصاء على حافّة السّماء وينظُرُ بتركيزٍ شديد إلى أصابعِهِ المغروسِةِ في الفَجر كمناجلَ تحصُد أوّل الضوء كان يقلّب قلبَه كجمرةٍ أبديّةٍ في كانون الكون، وفي رماد الإمبراطوريات البائدة وتلك التي ستب


في بلد جميل وغير مضياف

باسم النبريص فلاندر، مثال الرجل الأبيض؟ التربية العاطفية للواحد لا تتناسب مع فلاندر الشقراء؟ يا رب لا تترك لاجئيك الغلابة في أيدي الخطاة البلجيك. مثل هذا النوع من الأحادية في التفكير، يمكن أن يبرهن على احتمالين فقط: إمّا أننا حكيمون تمامًا، أو أننا أغبياء تمامًا  ـ ومن الواضح أننا لسنا حكما


البطل مُسبَق الصنع

ممدوح عزام تبدو صورة الأبطال الروائيّين (الأفضل أن نقول: السياسيّون في الرواية) في كتاب الناقد طه وادي، الذي سمّاه "الرواية السياسية" ("مكتبة لبنان - ناشرون"، 2003)، في غاية الغرابة؛ فهو يقسّمهم في هذا النوع إلى قسمين متناحرَين، القسم الأول هو البطل الذي تحتفي به الرواية، وتقدّر أنه هو شخصيتها ال


فوضى الذاكرة

 نبيل ياسين هكذا إذن وجدت نفسي على بعد عشرات السنين من طفولتي.. أتذكر وأحاول أن أتذكر تفاصيل محددة في بيوت متعددة وأماكن كثيرة وصور متنوعة، فأكتشف هلعي من بعد المسافة بيني وبينها. انتقلت طفولتي مع انتقال البشر في بلادي وفي أماكن عديدة من العالم، إلى أشياء وأشكال ومظاهر عديدة. فجأة وفي الساد


أبوابٌ فتحتْها لنا مهسا أميني

سامية عيسى نون النسوة تفتتح عصراً جديداً برؤيةٍ جديدة ومن أجل عالم جديد. وهي تضع النقاط على الحروف جميعها، ومن خلفها يقف الشباب الذكور والرجال والكهول يناصرون وجودها كي تكون مبتدأ الكلام وخبره. فلأوّل مرّة في تاريخ الحركات النسوية المناهضة لعبودية النساء، تندلع ثورة غير مسبوقة ضدّ الحجاب القسري،


الكاتبُ يتضوّر جوعاً

عمر أبو سمرة أُمّي... لقد أنفقتُ آخر النقود التي أرسلتِها لي مع برقيّة "وسترن يونيون" الشهر الماضي، وأنا الآن أجلس هنا، أمام مطعم "الأصناف"، قبل أن أصعد نحو بيتي في منطقة "ليفنت" التي ما زلتُ أسكنها منذ جئت إلى إسطنبول قبل سنوات. أنا أشتهي البرغل يا أُمّي، وبعضاً من الفاصولياء الخضراء، لكنّي لا أ


عن شيء اسمه سوريا

حسن عبد القادر تتسارع الخطوات هنا وكأنك تسير على الأشواك لا قيمة للطرقات التي تقطعها هنا في كل الأحوال ستكون حافياً وفي معظم الحالات عارياً.. ستكون عارياً أمام أطفالك ونفسك.. عارياً أمام ذكرياتك التي لم تعد لها قيمة حتى عندك فأنت هنا في سوريا. لا شيء يشبهك سوى الموت أنت تذوق الموت بكل أشكاله، جار


إذا زُلزِلَت النفس

حسن قجّة مع انقضاء الأيام بعد الكارثة، يجافينا الكلام وتعجز التعابير، فقد تشقّقت الروح وانهدَّ الوجدان، بمقياس اثني عشر عاماً من البأس واليأس. كنا نتّكئ على ثباتكِ يا أرضَ بلادنا، ونستمدُّ صبرَنا الطويل من انغراس جذورنا في أعماقكِ الراسخة الأصيلة. أفما كنتِ ترأفينَ بحالنا، بعدما أمطرتْنا السماءُ


صدع على وجه الحلم......

مريم الشكيلية * إنني في منتصف شباط الشتوي أحاول أن أخرج قلمي إلى سطح ورق... أحاول أن أنقذ حرفاً من تحت أنقاض الحطام.... إنني أتمسك بحزمة من الأبجدية لتعينني على الوقوف بعد ذاك التعثر الضبابي وتلك الهزات الإرتدادية  التي تناثرت على إثرها تلك الصلابة التي أوهمتك بها.... أحاول أن أمسك بضوء حر


كابوس غزة

أنس أبو سمحان الساعة تتجاوز الثامنة بقليل، وأنا أقف في ظلّ شجرة سروٍ متّكئة على بناية متهالكة تبدو كأنها مبنيّة منذ العصر الفيكتوري. كانت الأمطار تنزل بغزارة، وصوت الغربان على الشجرة يزيد من هزيز الرياح رُعبًا. أخرجت سيجارة ولثمتُها فمي ثم أشعلتها وبدأت أسحب النيكوتين إلى جهازي التنفّسي. بدأ يعود


الأحلام تتّصل من سراديب

حازم العظمة ما إنْ تذكر واحداً حتّى تتذكّر مُجاوره الذي يتّصل به من نفقٍ عادةً ما يكون في شبكة من الطوابقِ تختلفُ إنارتها الداخلية. كلّ الأحلام تبدو جديدةً، بمعنى لم تكن يوماً مأهولةً لكنّها مهدومة جزئياً، تشغلها أنقاض، أنقاض جديدة بيضاء عموماً، ذلك النوع من الأنقاض بين الغرف، الذي يبقى في الغرف


أنا ربيع العادي الذي تبحثون عنه

حسن أكرم كلّكم تعرفون مَن هو ربيع جابر، أليس كذلك؟ وما لا تعرفونه أنه أنا في المستقبل. اكتشفت ذلك مؤخّراً، بل الآن، وأنا على السرير، كتبتُ أبحث عن ربيع في محرّك البحث، ووجدتُ له صورة واحدة يبدو فيها كأنه سالينجر، ومقطع فيديو قصيراً، يقرأ فيه ممتعضاً سطوراً من روايته... وبعد؟ ومقالاتٍ وقصصاً عن هر








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي