أحن إلى بطن أمي!

هايل علي المذابي كان هناك طفل صغير اسمه هايل لطالما حدثتني عنه أمي، تقول كانت له لثغة في لسانه وكان حاذقا جدا، وفي أيام انتشار وباء الكوليرا أصيب هذا الطفل ومات، لم يسلم بيت واحد في القرية من الكوليرا وكان موت طفل أو اثنين من كل بيت بمثابة قربان للكوليرا ليكف شره عن بقية أفراد الأسرة. مرت سنوات


اعْمُر

راضية تومي كان فتىً قوي البنية، أبيض البشرة، ذا شعر قمحيّ متموّج. كان قرّة عين والدتي، فهو ابنها الأكبر ومَعْقد أحلامها وسعادتها. كنّا نحبّه حبّاً عظيماً ونفخر بجماله وقوّته. ما حدث له كان قبل اندلاع ثورة التحرير بالجزائر. كنّا نعيش في دُوّار من الدواوير الصغيرة التي لا تُعَد ولا تحصى، المرمية ه


أيها اللاجئ، افتح الصناديق وأخرجِ الأسرار

باسم النبريص أن تطير مجّاناً، ذات صباح، من أي بلد عُرباني، لأوروبا الخضراء والشقراء، أمرٌ فوق العادة لا شكّ. لكَم حلمت به واقفاً وجالساً وتركت جثّته تحت الملاءات وعليها علامات الاكتئاب من عدم التحقّق. إلى بلد آخر، أي بلد آخر، ولو كان الدومينيكان. المهمّ الخروج من الجحيم، مرّة واحدة وللأبد. وهناك


سوريا وثقافة المهرجانات

إبراهيم الزيدي منذ عام 1984 لغاية عام 2011 وأنا أعمل بصفة مرشد ثقافي لدى مديرية الثقافة في الرقة. الرقة التي تفوقت في نشاطها الثقافي على كل المدن السورية. وللبيان أقول إن ذلك النشاط لم يكن للرقة كمدينة زراعية تحلم بالتنمية، كان لمديرية الثقافة، والقليل من روادها! إذ ليس كل من حضر تلك الفعاليات كا


السؤال

قاسم حداد عندما قال «أينشتين» بأهمية سؤال (لماذا؟) كان كمن يفتح الأفق أمام الشعر التالي لئلا يتوقف عن السؤال. من هذا الأفق، ومن هذا السؤال، سوف لن يكفّ الشاعر عن (لماذا؟). ٭ ٭ ٭ «إنها قوتك الوحيدة» يؤكد الشاعر أدونيس. ولعل الشاعر الجديد سيواصل مساءلة الواقع كلما كتب نص


وكُتَّابٌ وكَاتباتٌ

لحسن ملواني كاتب اشتعل فكتب الرائع.. شكروه ولم ينبضوا، وصفقوا ولم يدمعوا.. فانطفأ مُلمِّحا إلى كونه يكتب للنبض والاشتعال، غار كالماء.. سيتفجر في أرض تعرف للنبض أسمى المعاني. كاتب عاش مكلوما طيلة عقدين يستبد به الحنق لأنهم سمعوا ولم يقرؤوا ما محا وما كتب.. لحسن حظه أنه عاش بعد موته ولن يموت، ف


اليد المسمومة

حسن أكرم نحن في العراق، نستخدم المفردات بغير معناها في المعاجم، فمثلاً نقول عن الشيء مسموماً أي أنه يحمل حقداً أو غلاً ما، وعادة يأتي هذا الوصف للبشر أكثر منه لبقية الأحياء والجمادات. فمثلاً لو قلنا إنَّ هذا الرجل مسموم فيعني أنه يحمل حقداً للناس، أو أنه ينتظر الفرصة لكي يصيب أحداً بمكيدة ما، لذا


آلتي تعملُ بالوُرود

علي أبو عجمية سَيَّافٌ ماضيك. وصقيلةٌ هِيَ الذكرى. ما يحدثُ أمس لا شواهدَ له، ولا شُهودَ عليه. هاكم خُلاصَتهُ ما تبقّى. فأنا شاعرُ الخُلاصَةِ والخَلاص. لا أكترثُ بالتفاصيل. التفاصيلُ هُراء الشَّياطين... وَخُطَّةٌ للمُراهَقة. لا تغضبوا؛ لا تغضبوا يا زملاءَ المِهنة المُرفَّهين. ولا تحزنوا؛ لا تحزن


عذب الكلام

إعداد: فوّاز الشعّار لُغتنا العربيةُ، يُسر لا عُسرَ فيها، تتميّز بجمالياتٍ لا حدودَ لها ومفرداتٍ عَذْبةٍ تُخاطب العقلَ والوجدانَ، لتُمتعَ القارئ والمستمعَ، تُحرّك الخيالَ لتحلّقَ بهِ في سَماءِ الفكر المفتوحة على فضاءات مُرصّعةٍ بِدُرَرِ الفِكر والمعرفة. وإيماناً من «الخليج» بدور اللغة


البكاء وراء الشاشة… في رثاء صوت الفرات

إبراهيم الزيدي لأكتب وأخط بالقلم // وأحسب وراهم واعدّ أنا لا أعرفه، أعرف صوته الذي يحملني إلى هناك، ذلك الصوت الذي يستدعي المستحيل، لأنه يلعب في المساحة الخاصة بالذكريات، فالأصوات تتقارب، وتتباعد، ولا تختلف إلا حين يكون الصوت موغلا في الخصوصية. وهذه سمات صوت معد الحسان. أنا لا أعرفه، رأيت ابتسا


تنتظر

قاسم حداد دون أن يحدث شيء، هذه هي حياتنا، فليس من الحكمة قضاء الوقت في انتظار شيء لا يحدث. (على كثرة الأحداث) فحدثنا لا يحدث بالضبط عندما تكون في انتظاره، خصوصاً في ما تنتظره جالساً. ففي هذا إهدار للوقت، وتفريط في الحياة. فليس في حياتنا ما يمكن أن يحدث وأنت ممعن في انتظاره. الانتظار هو عبث في أ


الشعر يرانا أيضا

عبد الغني فوزي لا يمكن أن يكون الشعر إلا شعرا. ولا شعر لشعر إلا لشعره. فعلى الرغم من مسيرته المرتبطة بوجود الإنسان وحلمه، داخل حياة متجددة في الكتابة على المستويات البنائية والجمالية كافة. انطلاقا من الإحساس والخيال في معاركة الواقع وفظاعاته. وبقدر ما تتطور التراجيديا في ظل مشاهد تقتل معنى الإنسا


62

باسم النبريص 62 عامًا وكلماتك تمرّ في جسدك، كي تنخره، بينما لا تستطيع التوقّف عن النظر إلى التاريخ، لقراءة العالم الحالي: تفكّر فيه وتمضغه بفمٍ أدرد ولا تستطيع جعله مفهومًا لقرّائك. وغالبًا ما تتكرّر وتعود إلى اللامعنى الوجودي، في ظلّ رأسماليات خارقة. لِمَ صعبٌ عليك تجاوُز جلدك؟ أيها الكاتب في ه


فيروز التي ينتظرها طفلاي!

أماني رشماوي منذ أن علمت بأنني حامل بتوأم وأنا أغني لفيروز، تحديدا في الصباح. لم أفكر كثيرا في الموضوع إلى أن انتبهت منذ مدة على الفيديوهات التي قمت بالبحث عنها في يوتيوب. وكانت جميعها لفيروز، وعندها صرت أفكر بعلاقتي مع فيروز. لقد كنت أسمع فيروز صباحا مع أمي، عندما كانت تقوم بأعمال المنزل. أمي ا


الأشجار الأُولى

عمر أبو سمرة هذه آخر الخطوات، وتلك الأصوات ليست إلّا آخر أصوات أسمعها؛ كنت أمشي وحيداً على الجسر الكبير. أمشي وحيداً، أفكّرُ وحيداً، أستنشقُ السماء وأموت. ويخطر في بالي بأن فكرة نموّ الأشجار لا تكتمل إلّا بوجود الكنتاتا، لأن هذه الحكاية التي بدورها تكون حكايتي، حكايةٌ عن الأشجار التي من حولنا. لك


رَحِمُ الحُبّ

مازن أكثم سليمان إلى (ريَام الحاج) في مَوجةِ هجرَةٍ جديدةٍ إلى الغَمْرِ لا منَّةَ للجَمالِ عليكِ.. ٭ ٭ ٭ كُلُّ ما هُنالِكَ: أنَّ قمَراً اعتقَلَهُ مَخفَرُ القضاءِ والقدَرِ بتُهَمٍ أربعَ: 1 ـ إنَّهُ نَسَخَ خَمرَتَهُ الضَّوئيَّةَ آلافاً منْ أيائِلِ الفُوتوكوبِّي عنْ مَنابِعِ الشَّمسِ السِّرِّيّ


حوار

أنس أبو سمحان - "لماذا تستمرّ في فعل هذا؟". - "فعل ماذا؟". - "مرّة نراك في أشدّ ساعات بؤسك، وساعات أُخرى نجدُك تعيش كأنّ الحياة فاتحة حضنها لك". - "تريدني أن أعيش في مأساة طوال الوقت إذن؟". - "لا، ليس هذا ما أُريد. أريد أن أعرف كيف تتماشى هكذا مع كلّ أفكارك السوداوية في رأسك؟". - "ألا يمكن ل


غياب قامة ابداعية كبرى : عبدالرحمن مجيد الربيعي رائدا ومجددا في السرد العراقي

فاروق يوسف حين قرر الكاتب العراقي عبدالرحمن مجيد الربيعي الإقامة في تونس بعيدا عن بغداد في ثمانينات القرن الماضي فإنه فعل ذلك من أجل أن يكتب كما يحب. كانت الحرية هي هدفه. حفلت حياته بالمتناقضات. فهو على سبيل المثال درس الرسم في معهد وأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، غير أنه حين تخرج قرر أن يتفرغ








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي