لأُضيّع بيتي

مصطفى قصقصي تقولُ طفلةٌ ترسم بحراً دون شاطئ وفوقه سماءٌ وغيوم: أُحبُّ جدّاً أن أفكّ الأشياء المربوطة، أُحبّ العالمَ وهو يسيل هل تعرف أنّ للماء قلباً؟ تفتح كفَّ يدِها كموجةٍ من قمح وتنثر في الرّيح أسماء الله الحسنى: انظرْ، كلّ شيء واضح الغيوم هي الحبّ والسماء هي السعادة والريح بنتٌ ضائعة سيج


تحتَ سماءٍ واحدة

نضال برقان بينما تقفينَ في مهبِّ الموسيقى على الجانبِ البعيدِ من الكرةِ الأرضيةِ تجتاحُ جسدَكِ أمواجُ قشعريرةٍ زرقاء وبينما أقفُ على الجانبِ الآخرِ منها أمواجُ القشعريرةِ ذاتها ستضربُ جسدي كلّما وقفتُ في مهبِّ الموسيقى لعلنا لم نلتقِ بعدُ وربما لن نلتقيَ يوما غير أن أغنياتِنا التي نطلقُ


القبـّة الحراريّة

جمال البدري تتعرّض الكرة الأرضيّة اليوم لموجات حرارة استثنائيّة… إنها القبّة الحراريّة كالسرادق؛ فرضت انقلابا على الأرض نتيجة العبثيّة؛ فنال النّاس هيولي القلق… حتى القطب المتجمّد الجليد ذاب وشهق؛ وأصبح: هواء المدينة أسود كالدخـــان وأشجارها مكسورة الأغصان إسفلــت الشــوارع مخلــ


سورة الأشياء والإشارات

أحمد برقاوي من قال بأن الجماد أبكم أيها الصم الأشياء كل الأشياء ناطقة يا أهل الأرض ‏‫تجيب حين نسألها دون حرج أو تذمر وتقول صادقة أسرارها بلا خوف أو حياء أتراها كانت تملي علينا أحوالها أم ترانا كنّا نعلمها الكلام لنسمع منها ما نريد؟ غريبة تلك النسائم التي تحدثني كلما مررت بها بلغة لا


امرأةٌ في متاحفِ الأيّام

خالد الحلّي امرأةٌ مُغْلَقَةُ العينينْ كانتْ في بابِ المتحفِ واقفةً حينَ رأتْني فتحتْ عينيها باكيةً. في صالاتِ المتحفِ فوجئتُ بها تَتْبَعُني قلتُ لأركُضَ هَلْ تَتْبَعُني راكضةً؟ ٭ ٭ ٭ في اليومِ الثّاني قادتني خُطُواتي لزيارةِ متحفِ شمعْ أذهَلَني أَنْ أُبْصِرَ نفسَ المرأةِ واقفةً عند


البحث عن مصائر للقلق

نداء يونس هو مفردة للحكمة؛ الوحدة مرادف له، ليس شكلاً للغياب، بل للنجاة، هناك علاقة إثبات بينه وبين الاتهام بالجنون، وعلاقة ضدٍّ بينه وبين الرتابة، بيت لامرأة تشتغل/ تشتعل بالشعر للنجاة من الحوادث، هويتي قرين له: عدوّ للأشياء وتراكيبها، للشكل وهيكله، للخلخلة الناتجة عن المرور على جسر، ي


سِرّ

محمد جميح دعاني السُّرى والنجمُ في الأفْقِ مُعْتِمُ حروفيْ دَليلي والمسافاتُ طَلْسمُ مرامي دروبٌ شرقَ روحي تطوَّحتْ وما غيرَ وَجْدِ القلبِ في الدرْب مَعْلَم أُخبِّئُ سِرّي في ضلوع قصيدتي وأنشرها والسِّرُ في الحرف مُبْهَم وأُخفي بها الغيماتِ والحرفُ يَصْطَلي وأسكبُ فيها الزهْرَ والنحْلُ حُو


ظلُّ أبي

مروان ياسين الدليمي كان وحيدا فاحتضنته ُأمواجُ مدينةٍ لن يفطرَ قلبَها رجاء وقبل أن يمضي إلى رقدتِه الأخيرة تدثَّرَ بصندوقٍ من خشب. ٭ ٭ ٭ في آخر مرَّة شُوهِد فيها كان يردِّدُ مع نفسِه : «كم تبدو الحياةُ طويلة ًجدا» ثم حدَّق في حفنة ِترابٍ بين كفَّيهِ وخاطبهُ بصوتٍ مجروح: هل أنت


المَساءُ وديعَةٌ في دَمي

جمال أزراغيد عَلى شاشَةِ التّلْفاز كانَتْ تَرْقُصُ عَلى إيقاعِ شُموعٍ تُغَطّي كَعْكَةَ الميلادِ أُراقِبُها عَنْ كَثَبٍ وَأَنا أُرَيِّضُ مُخَيِّلَتي العَمْياء داعِيًا إِيّاها أَنْ تَمُدَّني بِآخِرِ شَمْعَةٍ أُنيرُ بِها العالَمَ الهائِمَ في السَّوادِ عَلى جَبهَةِ الفُقَراءِ حينَ تُباغِتُ


ألن تضيع في الحلم؟

بيان زيلين وحدة خوفاً من الوحدة، احتفظ فتى قروي بجدجدٍ تحت وسادته. عندما كبر وعملَ في مدينة، اشترى ساعة يدٍ ذات وجه لامع. في صغره كان يغار من العشب فوق الضريح-كان بيتاً للجداجد. الآن هو ميّت منذ ثلاث ساعات؛ ساعته تواصل التكتكة. ■ ■ ■ دخول الحلم تخيّل أنكّ معتلّ قليلاً (في ظهيرة خريفية)


اسمكَ يحمل خيمته على كتفيه ويعبر الحدود

أسامة إسبر كان بياضاً كان أنقى بياضٍ رأيتهُ في حياتي، لم يُحلْني إلى أكفان لم يفتح باب الموتى في ذاكرتي. كان منقّطاً بالضوء في أطرافه. بياض غيمة نَسجَها الجوّ وعلّقها كي تُلْبسها العين لمن تشاء كي يمنح الصحو هدية. تريثتْ عيناي لوهلة قبل أن أديرهما إلى ظهيرةٍ تستعرضُ فضّتها فوق وجه المحي


عود الخيزران

ذكرى لعيبي أنا امرأة تشقُ نهر الأيام والمسرّات والأوجاع فتتطاير موجات الدم والدموع وليالي الأذى والأسى ومثل فلقتيّ نهر يخرجُ الرسول الخائف من جوفي ويعبر… يعبر جريئاً كأنهُ رمح شجاع وأنا في سفّين حرقتي اندفعُ كأنني أعبرُ بين لجّتين لم ألتفتْ إلى الوراء لأرى جيش مخاوفي وخ


المستمع الوحيد

أديب كمال الدين ثلاث في واحدة كلّ يومٍ أكتبُ ثلاثَ قصائد: واحدة عن الموت، والأخرى عن الحُبّ، والثالثة عن القُبْلَة. كم أتمنى لو أنّني أكتبُهنَّ جميعاً في قصيدةٍ واحدة: قصيدةٍ عنوانها الحُبّ، وحرفها الموت، ونقطتها القُبْلَة. أحاول دائماً، أحاول أبداً الأرضُ قَدَري والسّماءُ قضائي. وأنا


شجرٌ نعسان وسماءٌ في حبّة كرز

عاشور الطويبي أسود رغم استرخاءة الكرسي الأصفر، والبيجامة الصفراء. نبيذه ينضح: من العينين، من انحناءة اليد وبقايا الرماد في السيجارة. الليل: هذا الشاسع، مريبٌ في كلّ شيء. ■ ■ ■ شجرتا لوز وشمس شجرتا اللوز المزهرتان تتلصّصان على المرأة تسكب القهوة في فنجان مذهّب. وقفتْ الشمس على ساق عشب


لا تقتفِ أثر الغزالة

حسين بهيّش الطريق كان الطريقُ يَرتجِفُ مثلَ شجرةٍ مَائلة والغابةُ تَطوي نَفسَها مثلَ برقيَّةٍ للباحثين عن شيءٍ يُؤكل كان الدليلُ غيمةً والرِّداءُ قمراً من صوف، والحلمُ توتاً بَريّاً. اشتدَّتِ الرّيحُ الباردة وصارَ حفيفُ الشَّجر مُخيفاً لمحنا قَطرَةَ ضوءٍ من الكوخِ المُطلِّ على النَّهر سما


في بَيْتِ دِمرجيان

نجوان درويش قالَ لي: في بَيْتِ دِمرجيان ههنا أَنتَظِرُ الزِّلزال أَنتَظِرُ جميعَ أَهليَ المَيِّتين أَنتَظِرُ أَبنائي وأُمَّهُم أَنتَظِرُ معهم طِفْلاً هو نَفْسي في بَيْتِ دِمرجيان أَنتَظِرُ نهاية الزّمان. قالَ لي: كُلُّ بَيْتٍ هو بَيْتُ دِمرجيان ولا يهمُّ إن كانَ صاحِبُه غَرناطيّاً أَم


الرُّوسيّ

نبيل منصر بِفكَّين قَويَّين طوَّرَتْهُما الطبيعة، طِوال مَلايين السِّنين بمختبراتها السرّية، هاجمْتَني، في أرضك على بُعد بِضْعة أمتار مِن الشاطئ. أعزلُ أنا أمام طولِك طولِ غوَّاصَةٍ حَربية، لا تَظهرُ منها غير زَعنفة سَوداء على الظهر المرقّط لا أملك في يَدي حَجَراً، ولا رُمحاً بِدائِيّاً


مثل طفلٍ بدأ الحديث للتوّ

حسين بهيّش الرضيع تنبعُ من قلبي وتجري في أوردتي مثل نهرٍ   تغادر نافذتي مثلَ حمامة بلا تلويحة، بلا وداعٍ حتّى تهجرني كأنَّني ثوب عتيق وتعود إليَّ من بعيد كأنَّها ضياءٌ أقولُ انصرفي من حياتي فالبريد متأخّر والدنيا سحابةٌ تعالي أو لا تجيئي ابقي حيثُ أنتِ تُمطرين على أرضي فتت








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي